زهرة شبابنا ذبلت، لقد غاب المزارع يَ أمي،  خاف  من الحرب التى مزقت أحلامنا إلى أشلاء… 
حتى الأرض يَ عزيزتي لم تُعد خصبة، الفلاح قد غادر البلاد لاجئاً خوف الموت دون مبرر ..
 قُتل أطفالنا، وشبابنا ، نسائنا، ورجال الدين، عانقهم الموت بغتة… 
عفوًا ليس موتًا ، بل قُــتلوا إثر غاراتٍ جويه وبريه شنتها أطرافًا يحتدم إختلافها حول كرسي الحكم، 
نعم قُــــتلنا ضحية لا شي  ..!
أصبحت أكفاننا رفيقةُ أروحنا، مستعدون في أي لحظة للموت،
مستقبل مجهول، واغلب الظن انه مازال يحتضر.
أمي أسفِ لكي ..! لم أكن قادرًا على أن اكون كما أردتُ، كنتُ قد أخبرتكِ في إحدى ليالي ديسمبر، وكانت شديدة البرودة ، أتذكر ذلك الليلة  حين أخبرتكِ عن ذاك التخصص اللعين تخصص التائهــين، عاشِقوا السجون والغرف المظلمة، فها أنا وقلمي رفيق روحي ننزف هذه الحروف من خلف القضبان التي تُكبل حرية حروفي بإظتهادٍا للأفكار وإغتصابًا للعقول .

أجدُ هنا ضوء خافت يدغدغ زوايا الروح يمكن أن يكون أملاً لبزوغ شمس الحرية في القريب، أمي ليتني كنت الأن أنظرُ في عينيكِ ولو لوهلةٍ ، فأنا أحتاج حضنكِ .... مازلت طفلاً فكل هذا اليأس لم يناسبُ سني بعد…
 أمي هموم الحياة أكبر منا سأُمثل لكِ امي : 
كبيرةً هي آلام الحياة كقميصِ مسؤولٍ على جسد فقيرًا،
 ليتني أكون قد أوصلتُ مرادي بهذا التمثيل  ...  

لن أنسى الوعد .... !

لطالما كُنت قد وعدتكِ  منذُ سنوات أنني سأحملُ إسمًا سيردده الجميع أنه قدوة للنزاهة، فمسيرتي مستمرة ها أنا اليوم على وشكِ الإنتهاء من المستوى الثالث في الإعلام، لم يتبقَ إلا القليل لأرتدي قبعة التخرج بفضل دعواتكِ ، أتدرين أن دعواتكِ هي سندي ورفيقة درب مسيرتي الدراسية ،لقد تجاوزت كل تلك المحن والحروب كي أواصل هذه المسيرة التعليمية العظيمة.

وعدا آخر :-
من هنا من بين ركام الدمار والحروب، سأقدم لكِ وعدًا آخر ،سأعدكِ مجددا أنني سأكون صحفيًا مميزا وسيطبع إسمي في الكثير الكثير من الصحف والمجلات، وسيرافق العديد من الكتابات في المواقع الإلكترونية، وسيقرؤنها  بشغف وتمحص... سيلمع هذا الأسم الذي لطالما ابيتى إلا أن يكون اسمي.
أعدكِ أنني سأجني ثمار جهدي من الارض القاحلة، 
التى أطفاء نور مستقبلها الحرب نعم الحرب، وسياسة الفوضى التي تتجلي في الروح الأزلية،
وسأجعل قلمي لسان حال المظلومين ضد الظلم والظالمين، سأكتب عن الحب والسلام، عن البسطاء ،والقلوب المفعمة بالإخاء. ......
حتى ينتصر الحب على الحرب، والأمان على الخوف، والعدل على الظلم 
وسيظل قلمي ينزف حتى تجد العدالة مجراها.. 








Share To: