ما تزال عالقة في مخيلتي لا تبارحها ، و تسكن عقلي ونفسى ، وما زلت أبحث عن إجابات لها ... و كان عمري وقتها لا يتجاوز ٧ سنوات وهو ما شاهدته في الماضي من حياة الغجر وما سمعته عنهم أيضا من حكايات مثيرة مدهشة تنتمي هذه الحكايات للعالم الغرائبي كانت هذه الحكايات مادة خصبة لحواديت الأمهات والجدات التي تسبق النوم فهو عالم مليء بالطقوس: الغريبة والسلوك المبهم الأغرب التي لم ارى أحد قبل ذلك يعيش ويسلك في حياته أو ينتهج طريقة عيشهم التي تتسم بعدم الوضوح و بالغموض والنفور وهذا كان طبع غالبية سلوك و حياة الغجر حياة تدعوا للدهشة بالنسبة لصغير مثلي قد يكون الكبار اعتادوا منهم ذلك ، كنت أرى على وجوه نساء الغجر ؛ تجاعيد تخفى أكثر ما تبين وكأن الخفاء منهج وسلوك حياة هذه الصفات البادية منهم تمنعك عن تحديد عمر أحدا منهم رجل أو امرأة ،لا تستطيع تحديد مشاعره جيدا هل هو سعيد ،هل حزين ،هل هو غاضب لا تستطيع سبر أغواره فهو بلا شاطئ بلا قاع أيضا ماذا يريد أو تريد المرأة من خلال منك الحديث ، من أين جاءوا والى أي البلاد ينتمون وأي عقيدة يعتقدون هل هم مصريين هل هم عرب ، وكأنهم يعيشون خارج الزمان والمكان ، و علي الوجوه أيضا ،وشم وخطوط زرقاء وأحيانا خضراء وفي العيون كحل ثقيل يزيد الغموض والقبح ،ويدخنون سجاير واشتهروا بوصفات الطب البدائي و بالسحر ،والتنجيم ،وسرقة الأطفال وعدم الاندماج في أي مجتمع ،والترحال المتواصل على أطراف المدن والقرى ، وكأنهم خلقوا ليرتحلوا فكأن ذلك هو؛ إكسير حياتهم يستمدون منه طاقة وجودهم واستمرارهم لقادم الأيام ، ..... لهم قاموس اجتماعي ولغوي خاص بهم كنت أعجب من حديثهم هل هناك كلام ولغة غير التي نتكلم بها.......
قرأت عنهم الكثير بعد ذلك؛ فمنذ خروجهم من موطنهم الأصلي في شمال الهند، ثم إلي الشرق الأدنى، ثم عبروا من شرق أروبا لغربها متواجدين علي الحدود، وكأنهم خلقوا ليكونوا علي ؛الحدود دائمآ ،علي حدود الحياة على حدود كل شيء يشاهدون كل شيء ويذهبون لكل مكان؛ دون الاندماج فيه ومع أهله ، هم في غربة على الدوام هم في؛ غربة نفسية ،روحية، قبل غربة المكان ،لم يستطع أي مجتمع هضمهم ، أو هم لم لا يستطيعوا ذلك حتى لا يخالفوا يخونوا تقاليدهم المقدسة وهى عدم الاندماج في أي مجتمع خوفا وحرصا على ضياع هويتهم ، فهم أصبحوا حالة ثقافية مغلقة و نفوس عصية علي؛ التطويع والارتباط بمكان وأن يكون لهم جيران ولا بيت ،ولا وطن ،ولا ذكريات ....،وكان مما ذكر عنهم أنهم لا يعبرون النهر مرتين؛ أو أنهم في ترحال دائم كنت أتمنى أن أجلس معهم وأناقشهم في كل ما سبق ولما هم هكذا وهل هم سعداء بحياتهم.؟؟؟ وهل تعجبهم حياتنا وكيف يرون غيرهم ؟؟ ولكنى كنت أخاف منهم كثيرا بسبب تحذيرات أمي المتواصلة والتي كانت تكرههم ..
كنت أعتقد كثيرا أنني لن أنجوا منهم فكنت أتخيل كثيرا أن إحداهن سحرتني ثم وضعتني في القفة التي تحملها على رأسها مثل ما ذكرت أمي ذلك كثيرا ...

Post A Comment: