أيتها المتمردة: 
 
 أفتقدك وبشدة..... يكاد ماء روحي أن يجف ، يتساقط هو الآخر من ثقوب ملأني بها الحنين ،

أتعرفين يا"لين "اشتريت اليوم معطرا للغرف و الشراشف، رائحتة خلابة، تخللت ثقب أنفي فذكرتني بعطرك الأثير .
نعم،  أنا رجل مملوء بالثقوب، تسقط مني أشيائي بل و بعض أجزائي أحيانا، إلا أنتِ،  فحبك يستعصي على النسيان، تفنى الذاكرة، و وجودك خالد . 
 
أنتِ دائما حاضرة،أنتِ هنا، أندس ببراءة طفل بين ثناياكِ ألمسك، أتحسسك، أشعر بك٬ فتنبت رجولتي ،أعانقك وأنا ألتقط أنفاسك الملتهبة فتشتعل حرائق صدري بينما تجول شفتاي فوق رقبتك. 

ماذا أقول؟؟

لم أكتب لك حتى أصف حالي بل لأخبرك أنني
 بدأت في كتابة رواية عن (رجل ينسى كل شيء)،
أكتب لأسألك كما اعتدت بماذا أسميها ،و ماذا أطلق على البطلة ؟ .
 
لن أسميها لين فأنتِ واحدة لا يجوز أن تتكرر .

٬ كنتِ صائبة يا لين أنا رجل لا يصلح للحب٬ لا يمكنه إسعاد أي امرأة فلن يعيش معها سوى جسد

أقر بأن قضاياي تشغلني و مهمتي التي وجدت من أجلها في هذا العالم حولتني لعروس ماريونيت كما كنتِ دائما تصفينني.

أقر كذلك بأنني أختلق أسبابا للرحيل، حتى أتحرر من خوفي من الفقد ٬أقتل أماني و أنا مبتسم ٬أفرغ نفسي من السعادة عمدا ٬ لا أجيد إلا الخواء لأملأه بما يحلو لي .

أخترع الحكايات ، فأنا حكاء ماهر كما تعلمين ، اختلقت الأسباب٬ و بكل عبثية و لا مبالاة تحرشت بكبريائك و أنا على يقين أنكِ ستختارين مغادرتي فطبيعتك لا تقبل الهوان إطلاقا ، 

لكني أقسم لك أني أقطر عيني كل ليلة بقطرتين منكِ٬ حتى لا أفقد قدرتي على الإبصار ٬ مهما ادعيت إني نسيتك .
لا تصدقي سوى حدسك فأنتِ امرأة استوطنت الذاكرة و النسيان .

تغافلي عن ذلاتي٬ سامحيني٬ ستبقين ملاذي .
أشعر أن الثقوب تكاثرت في جمجمتي ٬ أخاف أن يسقط عقلي من احداها ذات مرة و أصبح بلا هوية .

ما أردت أن أؤكده لك هو أني خبأت حبك في مكان آمن و أوصدت عليه بقفل لا يصدأ أبدا .
أعترف يا لين أني لم أتعمد نسيان مكان المفتاح ، لكن ما حدث أني فعلا نسيت،  كنت أحدثك عن أمر هام،  ما هو ؟ .
 تذكرت ...عن روايتي،ما رأيك أن أعنونها هكذا
 ( الرجل الذي فقد اسمه ) ؟










Share To: