لسنا بِجيل فاشل، ولا منحوس، ولا مُنحط، ولسنا بِجيل جاهل ... أسمع الكثيرٌ منّ المُتعلمين، واُلأميين، والمارة في الشارع، وفي سيارات المواصلات، وفي الجامعة، والسوق، يُحملون جِيلنا الحالي أسباب أية حدثٍ يقع في المجتمع، ويُخطئون أية عمل نقُوم به، ويكفرون أية فكرةٍ نقُوم بِمُناقشتها ...
لا علاقةٌ لنا بما يحدُث في المجتمع، ما نحن إلا ضحايا عملٍ هدام قامت بهِ الأجيال السابقة وجعلت الشعوب تعيش في قلقً دائم، ونحن الآن ندفع رِهان خسارات الأجيال التي سبقتنا، أي أجدادُنا القُدامى إن صح التعبير الدقيق. منذُ إن ولِدنا والمجتمع نفسه يُعاني منّ أوجع القلق الديني، وأوج القلق السياسي، والأقتصادي، وأوج الأستقرار الأمني، وأوج القلق الروحي .. كانوا يعيشون في قلقً ميتافيزيقي بحت، ولمَ يأتيهُم يقين طمأنينة الروح، والمعيشة لحظة؛ .. إن الأجيال السابقة هي التي أطاحتَ بكل شيء بأُسس الدين الإسلامي أولاً، جعلوا الدين ثروة، لا عقيدة وجعلوا منه أجزاء وفروع، ومذاهبَ مُتعددة يتقاتل الناس منٍ أجلها، أهملوا الأحاديث النبوية، فزيفت السنة النبوية، وكثر الجدل حولها. ينسبون أحاديثَّ باطلة علىّ النبي صلواتَ الله عليه، بِحجة إنها ضعيفة، جعلوا المجتمع يعيش في حيرةً، وقلق، وريبة، وشكوك لاحد لها ..
وكانتَ السياسة قائمة منذُ هبط أدم وحواء على الأرض، عِندما وضعوا أول بصمةً للأرضَ بأرجُلهما، لا أحداً ينكر أن الأجيال السابقة كتبوا السياسة لكنِهُم لمَ يطبقُوها بالمعنى الصحيح، خوفًا منّ الحاكم فهو وحدةُ منّ يُمارسها حينذاك، بل كانوا يخافون منه وكأنه خالقهم، كتبوا عن الحُرية لكِنهُم لمَ يستطيعون أن ينطقون بكلمة، لأن الحاكم كان ومازال يكتم على أفواههُم، كان الكثير مِنهُم يُفضل عِبادة الحاكم على الله، وهذا ماحدث مع الأجيال السابقة في "اليمن" تحديدًا .. في اليمن كانوا يموتون جوعًا وهُم بأيديهم منّ يزرعون ويحصدون أراضيهم للحاكم الشديد ..
عن أي عهدً وزمان تتفاخرون به، وتنشدون في مسامعنا كل ساعة بأنكم تريدون العودة للعيش فيه، وأنتُم كنتم تعيشون تحتَ وطأة العذاب، والجوع، والفقر، والذل، والإهانة، كنتم تخافون أن تأكلون أو تشربون دون أخذ الأذن منّ الحاكم. لكم هو مُضحك أن تحدثوننا عن زمنً ضعيفًا جبان، ولكم هو مُضحك أن نقرأ في كتبهم الحرية، وهم كانوا مكلبين كالعصافير ..
نحن الآن نقرأ قصصً وهمية إبدعية تصفون بها واقعكم المليءً بالمُغامرات الخيالية؛ فنحن الآن نجني ثمرات مازرعتموه من خوف، وقلق، وذل، وإهانة، نحن جيل نُكابد للبقاء، جيل يجني لعناتكم بِالتعددية، والعُنصرية بين أسود وأبيض، رجلًا، وامرأة، حتى في الدين نُعاني منّ مُخلفات عُنصرية بين شافعي، وسني، وزيدي، و وهابي ...
لمَ يحفظ التاريخ بطولاتكم؛ لكنه يحتفظ بالديكتاتورية، التي مارسها الأمام، والذي مارسها عفاش، أما الحوثي فما هو إلا مُلخص لكل الأنظمة الديكتاتورية. نحن ياسادة لاعلاقة لنا بضُعفكم الديني، وفشلكم السياسي، وجهلكُم الفكري، وكل مايحدث في المجتمع منذُ عهد الأمامة حتى الآن ماهو إلا نبذة عن فشل نظامً سياسي، وإيمانً ضعيف، وجهل بحت.
سيقول: أحد منكم إن جلينا كثر فيه الفساد، والإلحاد! لا جدل في ذلك فهو واقع، فالسبب في وجود الفساد والإلحاد هُم المتشددون في الدين، الذين أضاعوا صفوة الدين، وقدموا الدين بما تُخيَّل لهم أفكارهُم وشهواتهُم، كما إنهم يستخدمون الدين ويأخذوا منه ما يخدم مصالحهم فقط، ويطلقون على أية إنسان مُصلح مُلحد لكونه خافلهم لفكرة ما.
يا سادة نحن جيل مُذل، مُهان والسبب في ذلك أنتم لا نحن، لا وجهة لا مستقبل لنا بعد إن دفنتوا كل شيء، لا وطنً لنا بعد إن هدمتوا الوطنّ، لا وطنً لنا نحن الذين تُطالبون مِنا بناء الوطن.
Post A Comment: