اود بكل ما يجول بخاطري أن ابوح، غالباً ما تراودني فكرة الهذيان بكثرة، ولكن شيئًا ما يُروّضني بنفس اللحظة ويهمس لي بهدووء "أن وجع بوحك أكثر بكثير من كتمانه". لا أدري لماذا كل ذلك… لماذا التضاد بنفس التوقيت… لماذا الشتات المستمر الذي أصبحت أحبذ العيش فيه وكأنه مني. لما تلك التنازلات التي لا تُجدي نفعًا؛ بشراء راحة البال بقليلٍ من الوجع لماذا التغافل عن أشياء هي فعلا تحدث وتُخِلف اضرارًا كبيرة وصوتًا مدويًا يغْفله الأنام ..
أجزم أن الأمر أسهل من أتصور أعي ذلك جيدًا وفي كل عبارة اقرأها في كتاب -ما أو رواية أو غيرها- أرى أن الأمر لا يستحق كل ما أنا عليه ربما تخضّرمت لأعيش روتينًا لا اطيقه وهو قدري بمواجهة كل ذلك بكتمان شديد وابتسامة موجعة وليس لي منها سوى كِلفة فتح الفم فقط. سؤال هنا وجواب هناك لغير السؤال الذي سُئل… حدث هنا وحدث هناك مخالف جداً لما اعتدت عليه… وجع هنا ومثله هناك، فكرة هنا والف ضباب هناك، تراكمات بعضها فوق بعض، وليس لي سوى مراقبتها لأسمع ضجيج قلبي الذي ستُخلفه تلك الأوجاع، تُلوح لي من بعيد ارى إنفجارها لحظة ما بل وكأنني انتظر تلك اللحظة وأنا موقن بأنها ستحدث. إنه ليس من الإنصاف أن تَكثُّر الأشياء المبهمة جدًا في جوف فتىً يافع يكاد يفتح الستار شيئًا فشيئًا ليرى العالم كما يراه الآخرين وأشك في وجود الستار كوهم لا أساس له من الحقيقة، حتى الحقيقة خلف ستار الوهم سراب.
وحدها الأيام كفيلة بتخطي كل ذلك، الليالي مخولة بطبطبة الفتى والشد على ساعده، ساعات الألم هي العضد الأول لذلك القلب الذي شاخ قبل أن يدخل مرحلة الشباب الذي بات يأخُذ كلام الأمل وكأنه تنمية بشرية لا غير. سلام على ذلك القلب ألفُ سلامٌ وسلام لوجعه الأليف اللطيف الذي لا يؤذي سواه ..سلامٌ والف قبلة.
Post A Comment: