هذا الغروبُ الآنَ يُصبِحُ أخضَرا
رِفقًا..فهذا القلبُ لن يتغيَّرا
.
غصنٌ وزيتونٌ..وثلجٌ باردٌ
حَلوى السَّماءِ إذا اشتهيتُ السُّكَّرا
.
حُلمُ السَّنابلِ أنْ تظلَّ نديَّةً
لا أنْ تُباحَ عشيَّةً..أو تُجذرا
.
أوكُلَّما لاحَتْ لعينكِ دمعةٌ
ازددتِ في هذا البُكاءِ تَحَجُّرا
.
لا الماءُ يبكي حين تُمطرُ غيمةٌ
عندَ الشِّتاءِ وإنْ تُساقطُ مَرمرا
.
حتّى بكيتُكِ مرتينِ وحينها
أدركتُ أنّي سوفَ أبكي أدهُرا
.
لا تُطفئي القنديلَ إنّي مُعتِمٌ
حدَّ الظلامِ ولَمْ أكنْ لكِ مُبصِرا
.
ودعي القميصَ فإنَّ عينيَ لَم تَزَلْ
بيضاءَ..أحتاجُ القميصَ لأُبصِرا
.
ودعي سرابَ الروحِ إنِّي مُتعَبٌ
وعَلِمتُ أنّي سوفَ أرجِعُ مُجبَرا
.
فمشيتُ في خُضْرِ الحقولِ فَلَمْ أَجِدْ
دربًا إلى شفتيكِ صارَ مُيَسَّرا
.
ودنوتُ مِن نجمينِ لَمْ أكُ قاصدًا
شيئًا..فلا نجمًا لمستُ ولا الثَّرى
.
الذِّئبُ ينحتُ في مخالبهِ التي
حَلَّتْ بهذا النَّهرِ حتَّى كُدِّرا
.
الآنَ تشتعلُ السطورُ حكايةً
واللغزُ في عينيكِ باتَ مُفَسَّرا
.
وعَجِبتُ حينَ تلوتُ قِصَّتَنا معًا
أنَّ الروايةَ لا تُتابعُ ما جرى
.
سَتُحدِّثُ الأيامُ يومًا عَن دَمٍ
قد عادَ مِن نزفِ الغيابِ ليثأرا
.
وهُنا سنُصبِحُ عَبرتين بمُقلةٍ
حمقاءَ تفتَعِلُ البُكاءَ لكي ترى
.
يا بنتُ، يا فخَّارُ دمعُكِ لَمْ يَزَلْ
يجري كخيَّالٍ يُسابِقُ أنهُرا
.
عاداتُ قريتِنا تُحَرِّمُ ضِحكَتي
أإذا ابتسمتِ هُناكَ تبتسمُ القُرى!
.
في اللَّيلِ يصمتُ كلُّ شيءٍ حولَنا
إلا كتابَ الشِّعرِ قامَ وثرثرا
.
كالماءِ يجري كُلَّما غَرقَتْ بهِ
عينايَ تأخذُ مِن عيونكِ مَعبرا
.
أشتاقُ رائحةَ الحدائقِ كُلَّما
أودَتْ بيَ الصحراءُ عُشبًا أصفرا
Post A Comment: