حققتُ لها ندائها لنلتقي
شوقي 
شوقها 
قد باتَ للبُعد ينحني.
زحفتُ
بدأت أحبُو
إتجهاها أخطو
إليها هرولتُ 
و في طريقي..
يردد قلبي أهازيج الصباح
يقلدها..
" زُرني حيَّ على الفلاح ".
و حين نزلتها
ارتميت بها المساء
لم أرَها 
لكن في جُنى الليل..
أحسستُ فيني قربها
لمَّا تسرَّب منها زفير الهواء.

في الضحى
بها عصافير زقزقَت
كأن عليها قلائد تصدر صوتًا حين صَحَت و تحركت
أيقضني ذاك النَّـغَـم
فتحتُ جفان عيناي إليها
حدقْتُ فيها
على الوسَم..
لاحظتُ قطر الندى
كأنها لفرحها بي بكَت.

خصال ضبابها إلي تدلَّى
و بنفخة داعبْتُ خصلة مِن ضبابها في الهواء الطليق
مرهقٌ أتيتها مِن مكان سحيق
لنقاوة جوّها ابسمتُ لها
و لمَّا ابتسمَت... !
لمعَت برقًا 
ضحكَت رعدًا
أغاثت مِن مبسم غيومها غيثًا هنيئـًا مدرارًا
كأنها نزلَت الحور العين إلى الأرض فبصقَت
فأنبتت في كل سُنبلة مئة حبَّة
و كالنبات نبتت روحي سُنبلة

و عن الرياح فأصابيعها..
تدغدغ الأشجار
فتتمايل سيقان جذورها
و ترقص لي أغصانها
و ينابيع الماء خريرها عزفٌ على جيتار
بقيْتُ و كأني على أريكة
مفتونًا
منبهرًا..
بأعين وسيعة
اختلينا.. 
في غرفة واحدة بلا جدار
أشاهد جمال الطبيعة
تنكشف شيئـًا فشيئـًا
يُريني تفاصيلها ضوء النهار
بزغَت عليها نور الشمس ضئيلًا
مسكْتُ موضع قلبي
زادت إشعاعات الشمس 
تسارع نبضي
بدَت لي أحاليل مناظرها الخلَّابة
بانت مفاتنها الخضراء..
نهدان سلاسلها الجبلية
و ساقان وديانها المتقاربة
ثم ما صدَّقتُ الذي أرى.. !
عركتُ عيناي لأبحلق مرة أخرى
منذهلاً رجعتُ خطوة للوراء
لِلَحظة نسيتُ فيها كل موال
دون حياء ظهرَت أمامي ريفي العذراء
حين تجلَّى لي فُرجة ينبع منها الشلال
للوهلة الأولى.. 
صِحْتُ "سبحان الله" ثم استدركتها "معاذ الله"
و تذكرتُ قول المولى :
 (( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ))
فتركتُ الريف و زينتها
لأنجح في البلاء
و عدتُ إلى صنعاء
لعلي أكون الذي أحسنَ عملًا 








Share To: