الأم  البسيطة، المضطربة القلقة نفسيا المتوجسة خيفة من الغد، المشوشة فكرا وسلوكا ...أصبحت في الفترة الأخيرة على غير عادتها  فهي لا تكف عن تدليل أولادها الذكور ومداعبتهم  ،والدعاء لهم صباح ،مساء ،والتي تفعل عكس ذلك تماما وأكثر  مع: ابنتها الوحيدة وتتحاشى النظر كثيرا النظر فى وجهها ، فتقسو عليها كثيرا دون أن تخطء المسكينة التي تقابل كل ذاك بدهشة وتساءل في نفسها فهي لم ترتكب ذنب لتفعل بها والدتها  التي تحملها من أعباء العمل  في البيت وخدمة أشقائها الذكور أكثر مما تطيق تفعل كل ذلك راضية برة مطيعة لأمها . ...كانت تحتمل الكثير من الإهانة من أمها دون كانت العلاقة بين الأم والابنة غير طبيعية ولا تعرف لم تستطع البنت تعليلا لتلك القسوة حاولت كثيرا بعد أتهمت نفسها ولكنها  ولم تجد تفسيرا مقنعاً لما تفعله الأم  ..أما ما كانت تغضب منه البنت ويحزنها كثيرا ويترك فى نفسها أثرا لا يمحى الا بعد فترة من الوقت  ويجعلها تبكى، ثم بعدها تتكوم الأم بجوار ابنتها وتجهش هي الأخرى فى البكاء بجوار ابنتها ؛هو عندما كان يخطئ أحد أخواتها فتضربها أمها بدلا منه عقابا علي خطأ أخيها ؟؟!!! علاقة غريبة غير سوية من قبل الأم تجاه ابنتها  الأم لم تنل قسط من التعليم يكفى لشرح ما بداخلها ، ويبدو أيضا  أن هناك سر فى حياتها يخص ابنتها كانت تتعلل بأن الأنثى خلقت للتحمل والإهانة  ربما كان ذلك حب لأبنتها يظهر في صورة قسوة مخافة أن تفسد من  التدليل مخافة أن لا يأتيها ابن الحلال ليس بالضرورة علي حصان أبيض ،بل يأتي مترجلا حامل الأمان بيمنها، والستر لأبنتها بيسراه لا أعرفه أحيانا أشعر أن هذا الذي؛ تكنه لها بعد أن تقوم بضربها في كل مرة ، وبعد أن تتكوم البنت منزوية كسيرة؛ في كورنر وزاوية الغرفة واضعة رأسها بين ركبتيها ،ثم تنظر الأم لأبنتها بشفقة  ،وهي تتمتم دون شعور منها أن ابنتها ليست جميلة بما يكفي ليتسابق أولاد الحلال لخطبتها ..

كانت الأم فى كل مرة تقسو فيها على ابنتها تذهب إليها فى فراشها ليلا  وهى مستغرقة فى نوم عميق وتحتضنها معتذرة لها عن قسوتها لها ثم تدعو لها بالستر .....ثم تجلس الأم وبينها وبين نفسها لا تغضبي منى يا حبيبتي أعلم أنك بنت بريئة وأنك لا تعرفين عن  الدنيا الكثير وأنك لا تفكرين مثل ما أفكر فأنثى لا تعرفين من الدنيا غير المرح اعرف تتمعين بروح جميلة ونفس طاهرة  كنت أتمنى أنت تجمعين بين  جمال الروح والنفس  والخلق والخلقة أيضا أنتي لست جميلة سمعت ذلك بأذني من نساء الحارة هذه الجملة أسوأ ما سمعت في حياتي....بكاء ونحيب... أستغفر الله العظيم ثم تكرر الاستغفار وكأنها ارتكبت إثما عظيما...ثم تنظر إليها بعطف وحنان  أشد ثم تقبلها وتحكم الغطاء عليها ثم تبكى الأم ....ثم أردفت والله يا ابنتي لو تعلمين أن؛ أشد ما يؤلمني كلما قسوت عليك دون سبب هي نظرتك واندهاشك لذلك منى والله العظيم أنا أحبك وأنك لا تعرفين كل ما يدور فى رأسي إنه خوفي عليك يا صغيرتي أن تكبرين وتجدى من هو أصغر خطب وتزوج وأنجب وأنك لم يطرق بابك أحد أو يطلبك للزواج لا أريد أن تمرى بالذي ممرث به أنا فلم يتقدم لي أبوك بعد بلغت الثلاثين عاما.....أنا من جنيت عليك.. أنا لست جميلة وقد ورثتي هيئتي، ولكنك يا صغيرتي جميلة الروح بريئة...ثم تحاول تستغفر الأم من قولها... وتذكر فى نفسها لماذا أفكر كل ،وأعذب إبنتي الصغيرة وأقدر  بلاء لم يقع بعد ثم أقسمت بالله أنه لن تفعل ذلك مع ابنتها ثانية ثم تمددت بجوار ابنتها للصباح معانقة لها ...






Share To: