لقد صرنا في زمان يرتدي فيه البعض رداء الورع و التقوي لأجل الوصول لمصالح شخصية أو أغراض دنيئة غير مكترثين بأن هذا يندرج تحت مسمي الاتجار بالدين والذي يلحق به عقوبة خطيرة إن لم نردع ونتراجع علي الفور عن إزهاق أنفسنا والزج بها في مثل تلك الأمور الضارة المؤذية الغير سويه سعياً وراء مطامح دنيوية زائلة زائفة أيضاً ، فالعبرة ليست بتلك المناصب أو النفوذ الذي يسعي إليه البعض بالتخفي وراء ثوب الإيمان ولكنها بالعمل الصالح الذي يدفع حياة المرء نحو الأفضل نحو أمور أكثر رقياً تقودها لطريق الفلاح المؤدي للجنة و نعيمها ، فبدلاً من التستر وراء الإيمان أو اتخاذه كوسيلة للوصول لأمور معينة علينا محاولة زرعه بشكل إيجابي حقيقي داخل النفوس لعلها تصبح أكثر صلاحاً أكثر قدرة علي التأثير في الغير في الأمور الخيرة الصالحة الصائبة فقط ، فعلينا أن نضع في الاعتبار أننا بتلك الأفعال الشنيعة نورثها لمن هم أقل علماً بالدين و كيفية التمسك به و العمل بمبادئه وتطبيقه بالشكل السليم الصحيح وليس استخدامه فيما لا يفيد لتحقيق أمر شخصي أو نجاح معين أو خلافه ، فإن حاولنا ذلك فلسوف نتمكن من إبادة تلك المفاهيم الخاطئة التي صارت متوغلة بشكل عميق داخل النفوس بحيث لا نتمكن من اقتلاعها كأشجار مثبت جذورها في باطن الأرض وتحتاج لقوة هائلة لانتزاعها كذلك تلك الفكرة لابد من وجود شخص ذي علم بأمور الدين حتي يتمكن من محو تلك الأفكار السلبية من أذهان الأجيال المتتالية كي يعلم إياهم كيفية التفرقة بين الدين الحقيقي و تلك المسميات الأخري المتمثلة في الاتجار به لأجل أهداف منحطة لا تمت للإنسانية بقيد أنملة ، فلنحاول تطوير العقول كي تفكر بشكل سليم بعيداً عن كل المغريات المبهمة التي صارت منتشرة بشكل مبالغ و مروع في الآونة الأخيرة ولا نعلم كيف ستكون النهاية التي سيواجهها هؤلاء البشر الغرباء العنيدين المرتدين أقنعة لا تليق بهم ولا يفقهوا الهدف منها باتباع تلك الأمور التي صارت لا غني عنها إلا لمن يملك بقلبه إيماناً حقيقياً صادقاً ويعرف كيف يتقي الله في تصرفاته قبل أقواله فهي ما تثبت حسن إدراكه لكلام الدين الذي يخالفه البعض ويظهرون غير ذلك فكلها مظاهر خداعة يتوارون خلفها لأجل الظهور بصورة معينة تجذب الأنظار إليهم و تجعلهم محط الإهتمام و التركيز من قِبل البعض لكي يساعدونهم علي الوصول لما يطمحوا له و يسعوا إليه حتي ولو بطريقة غير شرعية أو مسموحة فهي تخالف الدين و القانون علي حد سواء ، فلنتق الله فيما نفعل حتي يبارك لنا في حياتنا و يرزقنا بالخير الوفير من حيث لا نحتسب ، فالرزق الحلال ألذ وأشهي من الرزق الذي يأتي من سبل غير مشروعة أو مشكوك في أمرها فنحن يجب أن نتقي الشبهات ولا نقترب منها حتي لا نقع بها رغماً عنا ونكون قد أوقعنا أنفسنا بالخطأ نظراً لعدم اكتراثنا بالتأكد من تلك السبل التي نجلب بها المال وإن كانت مستترة خلف قناع الدين ، فالسعي مطلوب و لكن إن كانت السبل موثوق بها غير مشكوك في صحتها ولو بنسبة قليلة ، فالإنسان يجب أن يفكر قبل أن ينساق بأي طريق يوفر له عيشة معينة أو مستوي إجتماعي محدد فالرزق موفور أن اتقيت الله في طرق الحصول عليه فلا تقلق بشأن تلك الأمور فلسوف يرضيك الله ما دمت لا تعصي أوامره أو تخالفها فسوف تلحق الضرر بنفسك ليس أكثر و تلوم عليها فيما بعد نادماً عما ألحقته بها ، فكن حريصاً عليها من البداية قبل أن يفوت الأوان ولا تتمكن من التراجع عما حدث لك ...






Share To: