في الآونة الأخيرة إنتشرت ظاهرة خطيرة في مجتمعنا العربي و تعد بمثابة الوباء أو المرض المستعصي ألا وهو "الطلاق الصامت" و يعد من أخطر أنواع الطلاق و أشدها فتكا على الأسرة ، إذ يجعل الحياة الزوجية حياة مليئة بالمرض ..
فهناك إختلاف بين "الطلاق الشرعي" المتعارف عليه اللذي يتم وفق إجراءات الإنفصال النهائي بين الزوجين أما "الطلاق العاطفي أو الصامت" فهو استمرار للعلاقة الزوجية بين الطرفين مع انعدام مقومات الحياة الزوجية فكل منهما يعيش بمعزل عن الآخر ،في كل مناحي حياته.
فالرجل يخرج عن إمرأته فيعيش حياته بعيدًا عنها إلاّ وقت الطعام يأكلان سوية و في الليل فكثير من النساء تنام لوحدها او مع أطفالها الصغار بينما ينام الرجل بمفرده ،أو نجد الرجل يجلس في منزله ينشغل بكل شئ الاّ بزوجته فهو لا يعطيها أي أهمية و هي أيضا قد تمل من الصبر فتتجه الى أشياء أخرى كمواقع التواصل الإجتماعي وهذا لا يعني أنها تفقد حيائها و إنما لتشغل نفسها و تبتعد عن واقعها الأليم...او تتجه نحو الخروج من بيتها ولا تجلس إلا قليلا ...الخ وكل هذه الأمور تحمل شئ مشتركا و هو إنشغال النفس.و تمضي هذه الحياة لسنوات على نفس الحال .
وطبعا هناك عدة أسباب تجعل كلا الطرفين يفضلان الطلاق الصامت أو العاطفي على الطلاق الشرعي منها:
كون المراة لا ترتاح بعد الطلاق بسبب المجتمع و بسببها أيضا حين تترك لنفسها العنان في التفكير بالماضي فتصاب بنوع من الضيق ،وإما خوفا على نفسها من السمعة السيئة في مجتمعات تأكل اللحوم ، أو تخاف على أولادها و هذه الحالة كثيرة جدا. أو حتى انها تخاف من كلمة الطلاق أن توبخ عليها من قبل أهلها ولا يتقبلونها بينهم من جديد خاصة اذا كان لديها أطفال ، و ربما تستسلم لواقعها و تتقبل فكرة أنها فقدت الحياة سواء طلقت او لم تطلق فلا تبالي لذلك.
وقد ترفض الطلاق لأنها من النوع الذي يرجون الله ليلا نهارا و تطلب الهداية لزوجها و تتحسن أحوالها ... و الأسباب طبعا لا تنتهي.
أما الرجل فإما أنه يخشى من الطلاق و لا يريد أن يوصف بوصف المنفصل ،او لا يريدها أن تعيش حياتها و يخاف من نفسه و يقول : لو طلقتها حتما ستتزوج و تكمل حياتها مع غيري وووو...أو أنه رجل عديم المسؤولية او أنه لا يريد هدم عشه الزوجي و هذه الحالة قليلة جدا.
إذن فالطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية فلا يوجد تواصل بين الزوجين و لا كلام و لا علاقة زوجية التي تزيد من المودة و تقرب القلوب ،إذ يمكن أن نقول في هذه الحالة أنهما أصبحا جيرانا في بيت واحد و افضل تشبيه للحياة الزوجية بينهما هي مثل الميت _ الحي .
Post A Comment: