تقديم عن الشاعر

عن الشاعر 
سانتياغو ألفونسو لوبيث نافيا من مواليد عام 196. كاتب وشاعر وأكاديمي إسباني مدريدي الأصل.
دكتوراه في فقه اللغة من جامعة كومبلوتنسي بمدريد وفي علوم التربية من الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد بمدريد UNED، أستاذ في جامعة لاريوخا الدولية.
حائز على كرسي فيليب سيغوفيا مارتينيز للدراسات الإنسانية بجامعة (سانتياغو دي تشيلي) SEK. حاصل على درجة الدكتوراه الفخرية من نفس الجامعة.
مستشار مجلس إدارة مجوعة جامعات ترنيتي، وعضو جماعة الأخوية الدولية للباحثين والبكالوريوس الفخري من جامعة أرغاماسيا عام 2015.  
اتجاهاته البحثية الرئيسية تتمحور حول البلاغة وينتمي إلى حركة ثربانتيس الأدبية Cervantismo.
يجمع لوبيث نافيا بين التدريس والبحث مع الإبداع الأدبي وعمله كمحرر كعضو في لجنة تحرير دار لا ديسكريتا للنشر.

يتنوع انتاجه الأدبي والأكاديمي بين الأبحاث العلمية والشعر والقصة القصيرة.
ألَّف لوبيز نافيا أحد عشر كتابًا شعريًا وأحد القصص القصيرة. وتميل أعماله -ذات الجذور الوجودية والمسيحية- إلى الكلاسيكية وتتجلى من خلال الأسماء غير المتجانسة مثل جاكوبو سادنيس أو انتيرو فرير. 
بعض الموضوعات الرئيسية في شعره هي الاقتلاع الوجودي، والحنين إلى الطفولة، والرحلة الروحية، والتفكير الأخلاقي الحب، والتي يتم التعبير عنها عادةً من خلال موضوع صمت الحب. كما قدم لوبيث حفلات شعرية في العديد من البلدان. 

تم نشر أعماله في المجلات والمنشورات الجماعية، التي أعيد تنقيحها من قبل المغنيين وكتاب الأغاني والمجموعات الموسيقية ومنحت في العديد من المسابقات الوطنية والدولية، ووصلت إلى النهائيات في منافسات أخرى.
تُرجمت أشعاره إلى العبرية والفرنسية والبلغارية.
الدراسات الأكاديمية
له العديد من المنشورات الأكاديمية من أبرزها: 
- معالجة الأفكار وتنظيم الخطاب، مدريد: الجامعة الأوروبية بمدريد عام 1995.
- رواية تأليفية في دون كيشوت وتوابعه وتقليده، مقدمة ألبرتو سانشيز، مدريد: جامعة أوروبا دي مدريد.
- فن الحديث الجيد والمقنع: أفلاطون وأرسطو وشيشرون وكوينتيليان. دليل المتحدث، مدريد.
- ثربانتيس والأديان. وقائع الندوة الدولية لجمعية أعضاء حركة ثربانتيس الأدبية المقامة بالجامعة العبرية في القدس، 19-21 ديسمبر 2005، تحرير روث فاين وسانتياغو لوبيث نافيا، مدريد وفرانكفورت عام 2008.
- الإلهام والذريعة. دراسات جديدة عن ثربانتيس وعمله واستقباله، مقدمة لكارلوس ماتا ومدريد وفرانكفورت، 2021.

كتب الشعر
- رئيس الملائكة المذهل، مقدمة بقلم خوسيه رامون فرنانديز دي كانو ومارتين، مدريد – عام 2003.
- ظلال البصمة، مقدمة بقلم ميكيل لويز مونتاني، برشلونة، 2006.
- سماء دلهي، غرناطة: مجلس مدينة لوجا، 2007، تمهيد بقلم فرناندو ألفاريز دي ميراندا إي توريس، مدريد، 2009.
- أغنية الغياب المكسور لسيدي سايلنت، مقدمة بقلم خوان فاريلا بورتاس دي أوردونيا، 2008.
- الأخلاق والبلاغة لجاكوبو سادنيس، قرطبة.
- الحلم والظهيرة، مقدمة بقلم خوسيه لويس كاريراس توريس، مدريد، 2011.
- أغاني عيد الميلاد لويندي، مقدمة بواسطة أبوليو سوتو، عام 2011.
- فن جديد (من بين العديد من الحواف الخشنة)، مقدمة لويس أنطونيو غونثاليس بيريث ، مدريد. 
- هدنة، مقدمة بقلم خوان لويس كالبارو، مدريد. 
تم جمع مجموعة مختارة من العشرة الأوائل في عام 2017 في أنطولوجيا بعنوان: أن تعيش في وقت متأخر في كل مكان، مقدمة بقلم بورا سالسيدا.

كتب قصصية
حكايات من الحي والصيف 2015.




القصيدة 1
على الممحاة – قصيدة توبة – من كتاب رئيس الملائكة المذهل - مدريد - عام 2003 

مثلك تمامًا، لا يمكنني أن أكون أبدياً
فذاتي تُفضي إلي أجلٍ بطئٍ 
وأضيُء الكلماتَ بتلعثمٍ
ماحياً كل ضباب من جحيمي.

مثلك تمامًا أترك في دفتر الملاحظات
أشلاء روحي، وثلاثمائة 
خمس وستون صفحة مجرد حسابات
أمحوها من التقويم كل شتاء.

مثلك تمامًا، هيئتي تُبلَى 
فتقلم محيطها البالي على الحواف
بغدر متحرك

ومسودةٌ فارغةٌ تكفيني 
لتذيب القصائدَ في أتونِ النار
فلربما يُشعِلُ بعض النار في أنفاسي.


القصيدة 2
"يقين" من كتاب ظلال البصمة، برشلونة - 2006
إذا قررنا، سيولد الكون على مقياسنا - مايكل لويس مونتانيه

هناك عَاَلمٌ
يسأل عن أشياء ملموسة.
كلمات سهلة. ابداعات. ورقات 
كلها آمال. قياسات وساعات.

ذلك العالم يحاول أن يُلهينا
أن يصادر فرحتنا الغريبة
في أن نقول "نحن"،
متغافلا وطأته علي ذلك الورق المُنْهِك
المثار فوق أرضيتنا،
وفرحتنا الغريبة فى أن نتذكر و أن نبني 
عالما من أصواتنا.
إنه العالم

أعلم مسبقا
(لا تعتقد أنني أنساه)
أنك أنت و أنا نشكل العالم
على مقياسنا المضبوط 
و إن كان ينقصنا مادة،
أو حجر، أو ماء أو وسيلة للحلم
فنطلب منك أن تستعير الأداة
وحينها كل شيء سيفرض حداً 
دقيقاً في أعقابنا

لا تظن أنني أنساه
أعلم مسبقا
أنّك أنت وأنا العالم.



القصيدة 3
القصيدة السابعة عشر من كتاب أغنية الغياب المكسور لــ سيدي سايلنت – مدريد - عام 2008

ربما أردتِ أن تعرفين يا أونيريا  
لماذا ظل منزلي مهجوراً  

ولعلكِ مررتِ بجانب البابِ المهشمِ
ورأيتِ في النوافذ تكسرَ البلورات
ربما رأيتِ بنفسك على جدرانه الرطبة
وقد همَّ اللبلاب بنسج أراضيه،
وفي غرفه الباردة العارية بلا حياة،
لم يبق مني هناك لا أثر ولا ذكري.

نعم يا أونيريا، لقد كنت أمكث أمام منزلك 
يوما تلو الآخر، متوارٍ عن الأنظار وحذر،
في تلك الساعات المتورطة التي كان يمنحنيها الصباح 
حين لم يكن في حلمك شيء يريبكِ منه

أردت فقط أن يكون حلمك قربي
لأكون قادراً على أخذه معي في منفاي، 
لأكون قادراً على الشعور به حين تذكرني ليلة باردة 
بوحدتي مرة أخري يا أونيريا


القصيدة 4
القصيدة الثانية من كتاب (أخلاق وبلاغة إلى جاكوبو سادنيس)، قرطبة – عام 2009

تعلَّـم أن تتحمل الحظ السيء 
تماما مثل شكر الأوقات الرائعة.
فلا ترغب أن تعرف أين تولد 
المحن، ولا أسبابها، 
وتوقف عن التفكير من حين إلى آخر 
فذلك أدعي لدعم اتزانك، 
أكثر بكثير من هدمه يا جاكوبو

تقبَّل كم من مرات قبل ذلك 
أن ليس دوما يولد الهدوء بعد العاصفة 
ولا عقب ليل تغمر الشمسُ الأرضَ. 
لأن الروح ترغب في ذلك، مراراً وتكراراً،
أو لأن الظروف ترغب أكثر، 
فبعد كل ليلة هناك ليلة 
وعاصفة تتبع أخرى.


القصيدة 5
القصيدة الثامنة عشرة - من كتاب سماء دلهي، مدريد – عام 2010

قد شهد المتجول 
أناسا يأكلون
على الأرض 
المرتوية بالوحل والبول.

تمنى حقاً لو كان قد رتب
طاولة كبيرة، مفارش مائدة، 
رغيف هائل من خبز نظيف، 
ينبوع ماءٍ مبتسمٍ،
لكنه لا يملك سوي
منخل صغير من آبياته 
و نبع زهيد 
من كل آماله المسكوبة.


القصيدة 6
 رؤية الأرض القفراء -الحلم والظهيرة، مدريد - عام 2011

عندما يتهجّي بعض الحزن الميلودي عيوني - جون كيتس  
العشب لا يجب أن يفعل شيئاً - إيميلي ديكنسون

كيف ننسى أن الحياة 
كانت حينئذ كلها وعدا 
وكان العالم على مقربة 
من حد دقيق لشارعي.

ذاك الموقع لم يعد موجودا بعد الآن
ترتفع فوقه 
المنازل والحدائق وأعمدة الإنارة، 
لكن روحه 
تثابر تحت الأرض 
العنيدة مثل طيف عاشق، 
ومن هناك يعود 
بديعًا، ظاهرا 
بنظرة زرقاء للذاكرة.

هناك كان ينمو خاليا من نبتةِ الخشخاشِ 
في خضم العشب، بجانب الأشواك،
مع زهرات أخريات لم تعرف بعد.
بين أحجاره كانت تتواري
العَظاءات الرشيقة، 
وأحيانا، في مأوي شجيرة
كانت تعشعش الطيورُ
الصغيرة و تغرد 
من بعيد معظم الوقت (لم أعرف أبداً لماذا).

هناك كان الماء يلمع 
بعد العاصفة 
تحت شمس الظهيرة البديعة ،
غامراً بقايا 
مخبأ خفي بين قطع الكرتون.

أتذكر أن الموقع كان قريبا 
من كل شيء كنت أعرفه بالتأكيد،
من كل شيء دعوته يوما ما أنه ملكي: 
مسارات القطارات التي كانت في الليل 
تسد بصوتها المسافات؛ 
الشارع الرئيسي الذي كان 
مزدحما كل أحد، 
جدران المدرسة الصديقة البيضاء 
التي أيضا لم تعد كذلك، ولكن لا تزال قائمة 
كما المشهد بلا حراك في إحدي الصور.
جغرافيتي.
هي اتجاهات عالمي الرئيسية.


من الموقع كان يمكن تخمين 
كيف هي الحياة في المدينة، ربما بعيدة، 
حينما كان ضوء نارالصيف 
يجعل الأفق يرتجف، 
وكان الكون كله صالحا للسكن،
و في هذه الأرض القفراء كانت ترقد أسراره.

كيف أنسي البصمة 
التي تركتها تلك الأرض في عيني 
مع أولئك الذين أنظر إليهم
مع مرور الوقت، 
أبحث عما كنت عليه فيما مضي، ما تبقى لي 
مع منفى السنوات المرير.


القصيدة 7
أغنية عيد الميلاد - أغاني عيد الميلاد من بلد الــ لن ولم - مدريد - عام 2011

لما ترغبون أن أكون أمكم؟
لما كل هذا العبء يا أطفالي التائهون؟
ألا ترون أني في الخامسة عشر من عمري
ولا شيء أقدر عليه سوي طرح الأسئلة؟

من سيغني تهويدةً في هذه الليلة 
لينام الجوع الذي لا يغفو؟
أي صوت سيُفهم بين تلك الأصوات 
التي حطمها الغضب والخوف؟
أي ضوء ذلك الذي يحمل وعداً بالأمل 
ممزقاً ستائر الضباب؟ 

كـل الأمهات في التاريخ يغنين، 
تهويدة مثل قبلة. 
دع حناجر الأمهات 
تناغي الآلام ببلسمهن
دع ضحكاتهن الجياشة  
توزع عطرهن على الطرقات
ودع الشاش الرقيق المغزول من دموعهن
ليُلئِمَ جروح الحرب.

أياديهن القوية تشكل 
حاجزا عالٍ أمام الغضب.
فليسكن صبرهن الذي لا يقهر
ذلك المسخ الذي أثارته الكراهية 
ولتُرقِد همساتُ التهويدةِ العذبةِ العالمَ في أحضانهن




القصيدة 8
فن جديد من الخطأ - من كتاب فن جديد - مدريد - عام 2013

في البداية هناك خطأ محتمل
في حال عدم اختيارك للزاوية الصحيحة.
فلتزعن لئلا تري: سيخبرك الآخرون
بمدى اتساخ منظارك المقرب،
أو بمدي سوء توجيه برج مراقبتك، 
أو أن عينيك تفسحان المجال للضباب.

ثم يأتي خطأ الحساب القاتل
إذا لم تكن قد جمعت جيدا ما لا ليس لك.
لا تحاول أن تحسب بأصابعك.
فالسنوات لن تخدمك كما تفعل مع العداد
والأخاديد التي تبدو من قمرة قيادتك 
هي أفضل ما جمع في نهاية المطاف.

تخل عن إنهاء عملية الجرد.
فليس هناك تنظير ولا توقع.
لن تجلب الخبرة مزيدا من النظريات
فليس هناك دليل للأخطاء بلا أخطاء.



القصيدة 9
القصيدة السادسة "مسارات وساعات" من كتاب - انطباعات خطوة – مدريد – عام 2017

حين كنت طفلاً، كنت أتخيل نفسي 
قبطانا في وحدات التحكم القوية 
لقطار ضخم لونه أخضر.

الخيوط التي كانت تحيك ذلك الحلم الجميل
كانت دائماً واحدة:
كنت سائق قطار منعزلا
والمسار كان فريداً من نوعه. الطريق
كان مستقيماً، لا تقاطع، لا عودة. 
كانت السماء صافية. كان الوقت في المساء، 
لحظات قبل أن تتلاشي الشمس، 
كما لو أن الزمن قد توقف مساره 
صوب الغروب إلى الأبد. 

كانت آلتي تتقدم بسرعة فائقة 
خلال حقل مسطح كخارطة 
كانت تبدأ موسيقى مجهولة 
تذكرني بأفقًا أبديًا.
لم أكن أتوقف في أي مكان 
ولم أكن أفكرإلي إتجاه أذهب
ففي خارطة طريقي كان الشيء المهم 
هو الرحلة وليس الوجهة.

أعلم أنه في إحدي المرات في وقت لاحق،
سأعود لقمرة قيادته
و سأصل في النهاية، حيث تنتظرني 
تلك المحطة المبهجة من طفولتي.


القصيدة 10 و الاخيرة
الآن هنا – من كتاب " هدنة " - بالما دي مايوركا – عام 2020
إلي نوربيرتو غارثيا إيرنانث

تنفس. عش 
بكامل طاقتك لهذا اليوم
هدية اللحظة التي لا مفر منها، 
هذا الطريق، هنا، هو مركز الكون.
هدية فورية 
من طحلبِ ومن لغز نبات السرخس، 
ارتفاع مكان ملئ بالحصي فوق الجبال لم تطئه قدم ٌ قط
أو قُبلة حتمية من ينبوع يتدفق على سفح التل.

توقف. لا تبحث عن ذاتك
من تعويذة هشة لأخري: 
المجد المعسول من أيام أخرى
(إن وجد) ،
أو صبار مرير من خيبات الأمل.

لا تدع شيئا يصرفك  
عن طرف هذا المكان الخفي
أو عن نبض هذه اللحظة العابر.



 

محمد جمعة توفيق

ليسانس فقه اللغة الإسبانية وآدابها – جامعة عين شمس

ماجستير اللغة والثقافة الاسبانية – الماجستير الأوروبي المشترك – جامعة سلامنكا- إسبانيا
مترجم متطوع بالأمم المتحدة و محاضر اسباني







Share To: