أنتِ لا تدركين إنني أحببتكِ حد الثمالة، ليس لجمالك فحسب بل لأنكِ أنثى منزله من السماء، أنثى تفهمين كل الأشياء التي تتزاحم في صدري قبل أن أتحدث، وقبل أن أتكفل بعناء الثرثرة .. لن أكرهكِ ولن أبتعد عنك يومًا لكثرة ما تتحدثين بأنكِ سيئة، مملة، مضطربة، وحيدة، مفعمة بالصمت، ولستِ صديقة لأحد ..  ففي كل مرة تتحدثين عن سيئاتكِ أحبكِ أكثر؛ وأقول: لكِ .. إنني سأكون نورًا يضيء عتمتكِ ومعاذ الله أن انطفئ يومًا وأنا بجانبك .. سأكون عمودكِ الفقري ومعاذ الله أن أخذلكِ يومًا، أو أنكسر، وأكفيكِ عن العالمين وأحتويكِ وسأكون لكِ الأب المحب الحنون، وأحبك أضعاف حبه .. يقال إن أعظم وأصدق حب هو الحب بين الأب وأبنته، فتخيلي حجم حبي لكِ ؟.. قلت: لكِ سأكون العاطفي كأُمك وازيدكِ عاطفة السبعين أُم .. سأكون لكِ طفلاً مشاغبًا يُداعبكِ كلما داهمكِ الملل .. وسأكون بمثابة كوناً خاصاً بك لا مخلوقات فيه سواكِ .. وسأكون لكِ كأخر صديقاتكِ الراحلة لطالما تحدثتي عنها كثيراً بأنها طيبة القلب مرهفة الشعور، وبأنها الوحيد مِمن يتقبلك بمزاجك السيء، وشخصيتكِ المملة، بل سأجتهد لأكون كأبو بكر الرفيق والقريب إلى النبي، وسأكون لكِ كمجنون ليلى لطالما تحدثتي عنه كثيراً وبرغبتكِ بأن أحبكِ كمجنون ليلى.. سأُغني لكِ أغنيتكِ المفضلة التي دائماً ما تُلقيها عليَّ، وفي كل مرة نتحدث فيها عبر الهاتف، حينها أقول لكِ ضاحكًا بأن صوتكِ لا يناسب الغناء، فتغنيها مرة آخرى وبصوت عالِ؛ لكنني أعترف الآن وأقسم لكِ برب يسوع، ويوسف، ومحمد وكل الأنبياء، إن صوتكِ وأنتِ ترتلين الأغنية أعذب من صوت طائر الكناري، وأرق من النسيم، وأنعم من راحة كفكِ، ونعومة شعركِ الأسود المنسدل على رقبتكِ، وأعترف أيضًا إنني حفظت كلمات الأغنية واللحن كما أحفظ اسمي واسمك. هذا ما قلته لكِ ذات يوم ،وليلة البارحة وأنا أُقبل راحة كفكِ، والآن وأنا أزفُّ أحروفي لأجلكِ..  أما الأن وبعد فالله على ما أقول شهيد. 






Share To: