أ.م.د. إيمان خليفة حامد الحيالي تكتب "من العلم ما قتل"

جفنه علم الغزل

ومن العلم ما قتل

لست أنتمي إلى عالم الشعر ولا أتذكر أن قصيدة ما نالت إعجابي أو أنها عندما تحولت إلى قصيدة مغناة راقت لي ..  لكنني أعلم أن أذني تهرب مني احيانا إلى مقطع فر من مذياع أو جوال أو ردده سائق السيارة التي أرتحل بها... علق في رأسي هذا المقطع وربما لا أعرف قصته أو لا يعنيني لكنني على يقين أن (من العلم مااا قتل) عبارة تستوعب العشرات من القصص والحكايا... أيعقل أن يكون العلم الذي هو نهضة وحياااة  سببا للموت والهزيمة؟؟؟ في بلاد لا تعرف لها قانونا يحكمها تضيع الحقائق وتتلاشى الثوابت ويصبح الأعمى منير درب الآخرين ويتحول الجاهل إلى مسؤول يدير أصحاب العقول ويلقي بهم في غيابت الجب.... لا يفاجئني أن أرى يوما ما  الامور وقد آلت إلى الأحمق وأنه رسم للبقية طريق سلامتهم... في بلد تحكمه الفوضى ينعزل العاقل الى ظل شجرة يعض تحتها أنامله ليخفي عجزا أصابه أو ظلما وقع عليه... في بلاد توج الذئب خرافها بتاج القناعة يرقص الثعلب الماكر ليعلن هزيمة حيوانات الغابة وانتصار الحمقى والمغفلين...ومن العلم ما قتل

وأمام إحساسك بالعجز تبدأ المخيلة لتبحر بك وتمضي لتسرح في دروب الأماني وترسم عالما مثاليا يحكمه علمك وسنوات دراستك التي أمضيتها وأنت تبني صرح امالك وتسقي اشجار طموحك فتهيم في البراري معلنا انتصار البشرية الحمقاء التي فضلت الجاهل على العالم وفتحت المنابر لذوي الخطل كي يرتقوا بآمالهم وتسقط برقيهم طموحات البائسين الذين ينتظرون الخبز الحار يطرق أبوابهم ويشبع جوعهم.....في بلاد تجري عقارب الساعة عكس الدوران يقف الزمن عند عتبات الفاشلين لتنهض أحلامهم عالما من النجاحات المتواصلة التي تقتل عالما اتكأ تحت ظل شجرة هاربا من علمه وطموحاته.. ومن العلم ما قتل