الذكرى الأولى لوفاة أمي رحمها الله وغفر لها
عـامٌ مـن الـقهرِ فـيهِ الـقلبُ يـعتصرُ
فـيهِ الـمواجعُ فـي الأحـشاءِ تـستعرُ

فـيه الـمآقي تـصبُّ الدمعَ في حرقٍ
كالجمرِ أضحتْ وقد أزرى بها السّهرُ

فـيـهِ الأنـيـنُ عــلا مِـنْ كـلِّ جـارحةٍ
كــأنَّ روحــيَ فــي جـنـبيَّ تـحتضرُ

قــد كــانَ فـقـدكِ يــا أمّــاهُ فـاجـعةً
فـالكونُ أنـتِ وفـي عينيكِ يُختصَرُ

كـيفَ السبيلُ لأخطو دونَ خارطتي
كـيفَ الـنجاةُ ودربـي مـوحشٌ قـفرُ

اشـتقتُ وجـهكِ إذما الدّهرُ بعثرني
إذمـــا سـقـانـيَ مِـــنْ آلامـــهِ الـقـدرُ

اشـتقتُ حـضنكِ بـالتّحنانِ يغمرني
إذمــا تـضـوّعَ مــن أنـفـاسيَ الـكـدرُ

الـعـيـشُ دونــكِ يــا أمّــاهُ مـنـغصةٌ
والــكــونُ بــعــدكِ لــلأنـوارِ يـفـتـقرُ

الآهُ تـسـكـنُ فــي قـلـبي فـتـخنقني
والـروحُ ولـهى عـلى ذكـراكِ تـنصهرُ

الـقهرُ يـغرسُ فـي الأضـلاعِ خنجرهُ
والـبـعدُ يـكـوي فــلا يـبقي ولا يـذرُ

الـيـومَ أحـيـا كـسـيرًا بـائـسًا وجــلًا
فـالـشّوقُ يـكـسرُ مَـنْ خـفّاقُهُ حـجرُ

مـا عـدتُ أرغـبُ فـي دنيا بلا وطنٍ
حــالَ الـذينَ عـلى أوطـانِهم قُـهِروا







Share To: