ماذا نقولُ وكلُّنا جرحٌ كبيرٌ 
دمٌ يسيلُ مِن مآقي دمعِنا 
كيف تعْبُرُ غَصَّةٌ تخثَّرَ الدمُ في شريانِ أرزِها
  أيُّ ملاكٍ يُوصِلُ للإلهِ صرخةَ طفلٍ بُحَّ صوتُه  تحت الركامِ والحديد  
ياااا لفؤادِها الذي فرغَ فجأةً 
وهي التي كانت ولا زالت عصيةٍ على الموتِ البطيء
لم أكنْ أعلم إنني أبتسمُ كذبًا كي أدخرَ في خوابي الروحِ بكاءً كبيرا
فإذا بي أبكي 
قهرَيْن ونُواحَيْن وموتَيْن
تمامًا كما النوارس 
التي أحرقَتْ أجنحتَها 
فوق مينائِها المغدور ..
ماذا عساني أقولُ 
لمدينةٍ تغسلُ بالملحِ 
وجهَها المجروحَ... 
 لجميلةٍ  ضاقَ بها صدرُ الفرحِ
وبسَطَ  الغمامُ الأسودُ حزنَه خيمةً لشَتاتٍ جديد 
ماذا أقولُ لنجمةٍ ساهرةٍ 
تنتظرُ في عرينِ الليلِ قمرَها الوحيد
ماذا أُخبِرُ  موجةً تريدُ 
أن تعانقَ فجرَها  الجديد
أخبريني يا بيروت
مَن علَّمَ الموتَ أنَّه بين ذراعيْكِ أشهى 
من أخبَرَ جدرانَ الكنائسِ والجوامعِ أنها
إذا ما تلوَّنَتْ بالأحمرِ المذبوحِ ستصيرُ أحلى
يا شهقةَ البنفسجِ المتطايرِ فوق شرفاتِ البيوت
 يا اغانٍ كانت تصدحُ 
فوق غمامَ القلوب 
مَن غيْرُ عينيكِ  يغازلُ
الشمسَ عند المغيب 
هيا انهضي  مِن تحت الركام
واعبري مِن أضلاعِ حقدِهم وغدرِهم وبطشِهم 
لم تُبْتَر أطرافُك 
هاكِ أيدينا 
هاكِ عيوننا 
هاكِ قلوبنا 
لنسترجعَ جميعُنا 
قدسيةَ الحياة..







Share To: