إن الامتحان الأصعب للنفس حين يكون للروح وما وراء الشعور دون قيود تمنعها من الحرية لكنها معتقلة في غياهب اليأس  الذي جعل منها حبيسة بإرادة متناقضة بوعي غائب عن المنطق  ..
 هذه الروح التي تشعر أنها تقاوم عبثاً حين يكون صراعها ما بين الرذيلة الطاهرة  والفضيلة المدنسة بانعكاس يصدم كل ما هو صواب ويجب أن يكون كذلك ، لكن حين يصب العقل ضجيج بمطرقة الضمير يصبح الحكم مختلفاً تماماً ، وهل يكون الحكم محرفاً حين يصبح منصفاً هكذا دون رحمة ولا رأفة تأخذ بعين الاعتبار ما يريده القلب !!
 إنه  واقع غريب يجعل من القسوة جزاء الصبر ويجعل الحب رمادياً بجمر يختبئ تحت الرماد الذي طالما كان لهيباً يشعل النور على أطياف الظلام عنوة  ، لكن  النقاء والصفاء فيها  هو الذي  يجعلها تقف شامخة على أطلال الحزن  الذي يتجدد كلما همت بالإمساك في لحظات السعادة وإن كانت عابرة آنية ، إن عقولنا  محشوة بالفوضى والبؤس باختيارنا على الأرجح ..
.. لأننا مجانين الفعل و عبثين المنطق و لا نريد لذاتنا الممتلئة بالكبرياء أن تخسر حرباً عاطفية و تصافح العقل الباطن وما وراء الهلوسات  الفكرية ، هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يعترفون بهزائمهم نرجسيون بطريقة معاكسة لما يفعلوا ويتكلموا بل ويبكون بأسلوب هزلي ساخر ..
  وإن الأمل  الذي يأتي من قلب الألم هو الذي يرمم أجنحة الروح  لتحلق في فضاء الحب ،  لكننا ننافق الواقع دون منطق يقنع ما مضى وما سيأتي !!
ولماذا لا نقول  أن الصدق حقيقة ملتوية بانحناءات حادة تخدش القلب وقبله العقل حين يسعى لمعرفتها !
 ولماذا لا نقول ما الذي يسكن وراء كل هذه  الحقائق لتصبح لغزاً نسعى لحله ؟ !
ولماذا من الأساس تصبح الحقيقة شيء خفياً يحتاج لجهد وتضحيات ليزول الزيف عن وجهها الملثم بالكذب !!
وإن كان هناك معضلة تعرقلنا  لماذا لا نعترف أننا من وضعها في دروبنا !!
ولماذا جعلنا طهارة قلوبنا  مقصلة تجتث إرادتنا نحو السلام والطمأنينة!!
 إننا أشرار لكن بطريقة عكسية تغالط جوهرنا الداخلي وإنما الخارجي مجرد قشور تعطي لمعان ساحراً  دون حجج دامغة تثبت زيفها الذي يزداد بازدياد الصراع بين العقل والعاطفة التي غالباً ما تكون ساذجة حين تجابه كل حقيقة وكل طوق نجاة يخرجنا من تيه هذا الواقع المبهم والمؤلم .






Share To: