إليك
كيف حالك؟وكيف حال قلبي عندك؟
عذرا حبيبي شُغلت بشئون عائلتي عنك لفترة، قد يتبادر لذهنك أنني اكتفيت منك، أو نسيت عهدي معك .لا أخفيك سرا
سولت لي نفسي احتمالية التوقف عن بث الشكوى لك .
لكن بعد وقت ليس بطويل بدا لي هذا الأمر من ضروب المستحيل و الأرجح أنني لن أنتهي منك أبدا . ستظل بطل روايتي المفضل مهما كتبت.
و السبب الأحرى أنني منذ نعومة أظافري أخشى النهايات.
أرهب الاكتمال ، لأنه يحمل نذير النقصان .
أكره أن أصل لآخر قطعة من مربع الشيكولاتة .....
أو تنتهي زيارة جدتي لدارنا و تسافر ..
أخاف أن تنقضي لحظات جلوسي في حجر أبي ..
أخشى أن ينتهي العام الدراسي و أفارق أصدقائي ...
أو ينتهي العيد أو يوم ميلادي ...
أمقت أن ينتهي كتاب،أصل صفحته الأخيرة .. أبغض كلمة (تمت) .
تعلمت البكاء للمرة الأولى على يد نهاية حفل ارتديت فيه زي أميرة .. خلعوا عني تاجي و فستاني ..شعرت أنني فقدت عرشي و مملكتي فبكيتهما كثيرا ثم اكتشفت أن لون عيني قد صار أحمر.. ظننت حينها ان العين تنزف حزنا ملونا..قررت بعدها أن أحتضن كل ما أحب حتى لا تسرقه مني أية نهاية .
أهدي الحنان لمن أحبهم ظنا مني أنه ضمان لوجودهم في أيامي ...
النهايات دميمة .. كل صفاتها قبيحة ..
مباغتة كلص ينشق عن طريق ممهد هادىء ..
موجعة كجراحة دون مخدر ..
لئيمة كذئب رقصت معه وصادقته ثم انقض على يدك ليلتهمها في غفلة منك ..
خائنة كبحر ضممته بين ذراعيك فغدر بك موجه و أسقطك تمهيدا لابتلاعك ..كثيرة الإنجاب فلا تتمخض عن وجع وحيد أبدا ..
بعض النهايات تقضي على شغفك و بعضها تبيد ثقتك في الأخرين .
بعضها يصنع لك طرقا لا تشبه دروبك السابقة ..
الموت أكثر النهايات صدقا و حسما ، الفراق للأبد مؤلم حقا لكنه أقل وطأة من الموت حيا .
اتعلم يا كنان، روحي تتوجس خيفة من نهاية الرحلة ، الأسبوع ، الرواية ، الضحكة ، الصحبة ، الفيلم ، الورقة ..
أمقت نهاية كلماتي هذه لكنني ألتمس لها عذرا واحدا،قد يتبعها صباح يتنفس .
Post A Comment: