للشاعرة واﻷديبة السورية إيمان منير حناوي
في ثورة على ماتتعرض له المرأة من عنف منزلي
يناديني بالفوضوية
باللامبالية الهمجية
وتنهال الشتائم علي
يا امرأة : لا تحسن الإصغاء إلي
و لا تحسن تربية طفلي
ماأنت ياأمرأة !!
ولماذا اخترتك أنت
أنا الذي تسعى وراءه النساء
أنا ملك الأناقة والرومانسية
وأنت ؟!
أنت الفوضوية الغبية التي لا تشبه شيئا
حاولت
نعم حاولت أن أجعل منك السيدة المثالية
أن أجعل منك امرأة حقيقية
لا بين : بين
يناديني بنفاذ صبر ويصرخ علي
أيتها الغبية
يا لها من غبية
ينظر إلي بأذدراء وينعتني بالجاهلة
وبما تردده أمه دائما بلهجتها القروية
يزعم أني لا أناسبه
وأنا التي أنجبت منه طفليا
أنا التي أحببته
ولم أطالبه يوما : بأن يعطف عليا
أنا التي أتحمل ضيق صدره
وقله صبره وصراخه الدائم
وعصف جنونه
ومزاجية أمه التي تأمره أن يضربني
حتى تنهار قدمي
وينهار الحلم الوحيد بالاستقرار مع طفليا
أما الكبرياء فيا عزيزي لم يبقى
منه شيئا
يناديني ؛ يشتمني ؛ يضربني
يدوسني بقدميه
ويدعي أني ممثلة أتقن دوري
حين يغمى من الضرب عليا
يصفعني غدرا ...يصفعني
ويهددني بالطلاق
كلما حركت في البيت شيئا
يهددني بالطلاق كلما دخل و خرج الهواء من رئتيا
يهددني بالطلاق
وبأنه سيحرمني من ولديا
يناديني !!؟
فتتسارع دقات قلبي
وتتأهب كل مشاعر الخوف والحزن فيا
وتدخل الأفكار في رأسي
صراعا عما يريد مني
هاهو الآن قادم !!
قادم ليحاسبني عن شيء
أنا أجهله
قادم ليستجوبني
ليهز أركان جسدي وبيتي
هاهو قادم ليجعلني مصممة
على هجره
والرحيل بعيدا عنه
وعن مأساتي
هاهو قادم ليضربني
ليدوسني بقدميه
ليدمر كل شي جميل فيا
ليرميني خارجا في العراء
وأنا حافية
أقسم أني لن أعود إليه
أقسم بدمع قلبي الباكي
بدمع عمري الضائع
أقسم بأوجاعي أني سأجعله يدفع ثمن ما اقترفت يديه
أقسم ...
يناديني
من خلف الباب صوت يناديني
آاه ما أجمل هذا الصوت المناديا
محوت بسماعه كل أياميني
تناديني ...ما أعذب هذا الصوت
المناديا
نسيت بسماعه كل أوجاعي
بلهفة ...بخوف
وشعور بالضياع والغربة
أصوات من خلف الباب
تلح علي وتناديني
ماما .....ماما
وقفت بالباب للحظة
لملمت دموعي وزفراتي
مسحت وجهي بالرحمن
وتناسيت عذابي وكل الإهانات
ثم نقرته بإصبعي
أنا هنا لا تخافو
أنا هنا
افتحوا لي يا أحبائي
نسيت
داخل البيت مفتاحي
( لكل امرأة وأم صابرة من أجل أولادها رغم معاناتها من العنف العائلي )
Post A Comment: