المرض الغريب استحكم كل مفاصل جسدك..الدوار لا يكف عن رأسك..الحمى في ارتفاع..الكريات البيضاء تشحذ كل أسلحتها لمقاومة هذا العدو الشرس..هذا الفيروس الزئبقي الذي تغلغل في غفلة..رغم الحيطة..والحذر..لكنه استطاع أن ينفذ الى داخل حصنك الذي كان منيعا قبل ذلك..حرارة تاتي وتذهب..طول الوقت.. عرق غزير بارد مثلج..لهاث متقطع..تكاد تخرج معه الروح..لكنك تقاوم..بكل حبك للحياة..بغريزة البقاء التي خلقت معك.. باستبسالك الكبير  من اجل عيون أحبائك..لن تنقذك سوى رباطة جأشك..فلا عقاقير نافعة ولا دواء ناجع..الصراع الآن سيكون بين روحك المعنوية القوية..وبين هذا الكائن الخبيث..اليأس والخوف والاحباط..كلها عوامل هزيمة..فاطردها من داخلك..فالمرض زائل ولن يموت أحد قبل يومه الأخير..!!
الوقت لا يكاد ينقضي..رتابة كئيبة..مثقلة..تتقلب في فراشك يمنة ويسرة..الاوجاع تخف حينا وتشتد حينا اخر..تقرر النهوض من مخدعك..لكن الى أين؟ تسير خطوات داخل غرفتك..التي أصبحت سجنك الانفرادي..فجأة تشعر بدوار..يتصبب جبينك عرقا منهمرا كالمياه..ترمي بجسمك المتهالك على السرير..تمسك براسك بشدة.. فالالم لا يطاق..تشعر برغبة في الصراخ..الوجع  فوق العينين مباشرة.يضغط بشدة..تقول في نفسك..مازلت لم أصل لمرحلة خطيرة فالتنفس كالمعتاد..والحمد لله..يجب ان أتحمل بقية الاعراض فهي بسيطة..تحس بارتخاء في جميع عضلاتك..تستسلم للنوم الذي ينقذك من وساوسك..!!
بعد سويعات تنهض بحيوية أكبر..تسري الدماء في عروقك من جديد..تتنفس الصعداء..فمازال في العمر بقية..ولابد من المقاومة..فباب الفرج فتح أخيرا امام ناظريك..تقفز من مكانك جذلا..فاتحا ذراعيك للأمل..صارخا بكل قوتك:ألف مرحى  أيتها الحياة..!!!








Share To: