بينما كانت الأمطار تهطل بغزارة في الخارج وسط تلك الأجواء المعتمة المرعبة كانت الأفكار تنخر بعقلها وكأنها حشرات تنخر جذوع الأشجار بحثاً عن طعام يسد جوعها الذي يمزق أحشاءها بلا رحمة ، فتلك الأفكار المسيطرة المستمرة تفتك بالبشر بنفس القسوة التي تدغدغ بها تلك الحشرات الأشجار للسعي وراء الرزق وجلب القوت ولكن الفارق بأن تلك الأفكار تشتت الذهن و تجعله حائراً تائهاً لا يدري ماذا يريد وما الذي يدفعه وراء ذلك الفكر المنساب داخله بلا توقف بحثاً عن إجابات لا يجدها من حين لآخر فلا داعي لأن توتر حياتك و تُضيِّع وقتك في التفكير المرهق في كل الأمور ، فدع الأمور تنساب بتلك السهولة التي تنساب بها المياة من الصنابير ، من العيون و الآبار لجلب الارتواء للجميع بلا استثناء ، فإن تركت الأفكار تسيطر عليك فلن تتمكن من الحياة بالشكل السليم وسوف تشل حياتك و تجعلك واقفاً في مكانك غير راغب في الحراك وكأنك تعطلت عن السير و فقدت قدرتك عليه ، فلتترك كل الأمور تسير كما هو مُدبَر لها من الله فلن تتمكن من حل كل مشكلاتك مهما بلغت قدرتك وفاق ذكاؤك فهناك أمور تكون خارجة عن إطار قدرة البشر و رغم علمهم بذلك فهم يرهقون أنفسهم في التفكير الضحل العميق فيها دون جدوي ، فليتوقفوا عن تلك الأفعال المأسوية المؤذية لهم والتي لا تجلب لهم سوي الهم و الحزن و الشجن و الضيق الذي هم في غني عنه تماماً ، فليذهب المرء للتفكير في الأمور الإيجابية فقط لأن هذا ما سيجعلها تحدث و تتحقق بكل ثقة ويقين ولا يحمل أي هموم علي الإطلاق ، فالله قادر علي جعل حياته تسير بشكل سلس مرن متوافق مع متطلباته التي يرجوها فهو أكثر دراية بما يريده المرء من ذاته ، فليتوكل عليه غير مُحمِّل نفسه فوق طاقتها فلسوف تزول أي غُمة بتلك الطريقة المُثْلَي التي يتحتم عليه اتباعها حتي تفني حياته ...






Share To: