ليس المعنى مِن هذا العنوان ظهور أشخاص في فيديوهات اليوتيوب و هم يتسولون بل الأمر شبية بهذا...

لكل وظائف و أعمال مؤهلات و خبرات و جُهد يبتذله الشخص حتى يصبح دكتورًا أو مهندسًا و طبيبًا و بنَّاء و غواصًا و فنانًا... إلخ.
 هؤلاء جميهعم يطمحون إلى الأعالي بطريقة صحيحة أو حتى يسدوا رَمق جوعهم لكن أيضًا بطريقة سليمة ؛ لكي لا يكونوا عالة على الأخرين ، هم نافعون و منتفعون ، و كافُون و مستكفون ، مُسددو الهدف بزواية استراتيجية ، و الجمهور له الحق في التشجيع و الحماس و التفاعل بتلك التسديدات الوظيفية و العملية ، و للجمهور فيهم قدوة حسنة ، و لهم مكانهم اللائق و التقدير الذي يعطي العلم و العمل مكانته المشرَّفة.

و على أرصفة الأيام في أرصفة الطرقات يتسول مَن كُتب عليه الغلبَة و الحاجة الماسَّة ، يساعده الناس حتى يستكمل حاجته ، ثم ينضم إلى قافلة الساعين و الجادِّين بأيمانهم و شمائلهم ، مكافح للحياة ناجح في فتراتها المتقلَّبة
.
و على جموع الأيام جانب مجمع النفايات شخص يجمع بين المهرة و التسول ، فتصير مهرته التسول ، و يصير متسول ماهر ، يستعطف مَن حوله كثيرًا ، غير مستعفف في أيٍّ مِن الأيام ، يضاهي موظفي الحكومة في دخلِه ، و يضاهي الفقراء في شكلِه ، يتملَّق للجميع بصورة زائفة و خاوية خالية مِن الحياء ، يجلب المال بأي أكذوبه طرأت بباله ، ليساعده الناس دون عناء و بذل أسبابًا أكثر حياء ، ينافسهُ المتسول الإلكتروني. 
وقد ذُكَر كل ما سبق كصورة بـ الواقع المُعاش..

جاء العالَم الإفتراضي الإلكتروني ليزيد في قلب الموازين .. فيؤرجح المؤهلَين و المختبرين ، و يُرجِّح المتسولين العاطلين فكريًا و دراسيًا و عمليًا و أخلاقيًا و ثقافيًا ، و حقًا في تسميته عالَم إفتراضي لما ليس له واقع بالمضمون الأرجح.

مع ظهور شبكة الإنترنت و مع وجود تطبيق اليوتيوب ، يُفترض كل الطبقات العلمية و الأدبية و الفنية و الدينية و الرياضية و مضمامين المعلوماتية أو حتى السياسية القائمة على خبراءها هن الأرجح بالإعجابات و الإقبال على المشاهدة ، لكن ثمَّة فئة استقطبت الجمهور و احتمال الجمهور غلبهُ المشاعر القلبية قبل الملكات العقلية ، فتعالت مشاهدة القنوات التي تُشبع الغرائز البشرية كـ السخرية و الجنس و تعليق على قضايا بطريقة وخِمة و نقد باذر و عواطف كاذبة... جميعها لا تمتلك المحتوى نفسها التسول لكن في جمع اللايكات دون خبرة عمل و دراسة أو مبذول يستحق مِن المتابع تقييمه و تشجيعه.

و كل موقع مثله مثل اليوتيوب يقلِّص أعداد متابعة زبدة الأشخاص المؤهلون و يزيد مِن حُثالا شاشات الهاتف مما يشجع على التسول الكثيف و ظهور الخزعبلات بالملايين الذين همهم الشاغل الشهرة دون إيجاد فائدة ، و على المتابع أن ينتقي ما يتابع لتقييم شخصيته و علاوة على ذلك يدعم مَن يسعون لملئ عقله لا لنفخ خلاياه. 








Share To: