كان الوعد بأنك لن تتركيني مهما حدث، تعلقت بك، كالطفل الصغير ممسكاً بأطراف ثوب إمرأة، يظن إنها أمه، لايدري أين ستذهب، في نهاية الأمر تركته باكياً في مكان لايدري كيف يخرج منه، حيث العدم، اللاشعور، الألم، أصوات الأنين، التناهيد، التعود على شخص ما صعب جداً، والأصعب من ذلك التعود على فراقه بعد أن أصبح مؤلوفاً، للقلب قبل العين.
تعلمين جيداً لم أكتب إليكي، قلمي ينبض ألماً، السحب تمطر حزناً، السماء تتحدث بكاءاً، حقاً إن الخيبة شعور مؤلم جداً، يجعلك باهتاً بعض الشئ، خائفاً من كل شئ، تفتقد الثقة، تصنع عالم خاص بك.
لن ألومك، اللوم لن يجدي نفعاً، دموعِي الغالية لن تفيد بشئ، قلبي هو من يستحق التوبيخ واللوم، فهو من اختارك، بين الآلاف من البشر، لم يرى شخصاً آخر، أُصبت بالعمى، لم أرى أي شخص بعد لقياك، لأنني رءيتك بقلبي وهذا يكفي.
الآن تريد مني أن لاأكمل المشوار، لاتستطيع، كان طويلاً بعض الشئ،
لماذا بدأت معي وتريد تركي؟
كنت تقتادني، كأعمى لاأملك دليلاً سواك،
كيف أكمل الطريق؟
أأستطيع نسيانك؟
أصعب شئ أن تجبر نفسك على التجاهل، دون أن تستطيع النسيان، تجاهل الفقد، الألم، الخذلان...
إنتهت رغبتي في عودتك، قتلتك ولكن،
من سيقتل الذكريات؟
ستبقى سجينة في قلبي ما دمت حياً، تتحكم في حياتي، أنا حقاً مذهول!
كيف تم خداعي؟
كنت أتبع رغبات قلبي، لم أفكر أن أفتح عيناي ولو لحظة، إقتادني قلبي إلى الجحيم.
لم تعد في القلب أفكاراً مكتومة لأخرجها، لم تتبق أسرار لم يتم البوح عنها، كل شئ صار جلياً واضحاً، للأعمى قبل البصير، الشروخ التي في قلوبنا، يبدو أنها تنعكس على وجوهنا، تصرفاتنا...
أنا أعتذر على تعلقي الزائد، التنازلات التي قدمتها في سبيل، السعي وراء السراب اللامتناهي، عدم اللجوء إلى العقل والعين، إكتفائي بقلبي فقط، أعتذر على حب قدمته في سبيل من لايستحق ذلك، بكاءي، إنكسار قلبي، إهتمامي، 
أعتذر على من تلاعب بمشاعري، من اقتادني إلى الهلاك، 
لن يتم خداعي مجدداً، أعلم ذلك جيّداً،
ولكن متى يلتئم جرحي؟
قلمي يكتب معاتباً، العتاب يكون بين الأحبة، لم يعد في القلب مكانة، لم أعد حبيباً، كان ذلك قبل اليوم،
إذاً لم العتاب؟
أتذكر شوقي الذي يدفعني إلى الإتصال بك، عند الشجارات، الحنين يجرني إلى التنازل، حتى وان كنت على حق، فقط لأقول لكي إنني أعتذر أنا...
ليتني لم أقل ذلك، فهذا الأمر يبكيني عندما أتذكره، لم أكُن صبوراً بقدر صبرك، دائماً أستسلم للشوق، أخطئ من نفسي فقط لأجلك، لكنك لك تنتبه إلى كل ذلك،
وهل هناك ألم يضاهي البعد ألماً؟
كرامتي كانت خط أحمر، لاأسمح لأحد أن يقترب منها، عندما يتعلق الأمر بك، أُذل، أهان، تدعس كرامتي، دون أي حراك.
أتعدى كافة الحواجز، أبحث عن كل الطرق، فقط لأتمعن النظر إليك.
علمتني الحنية، قسوت على قلبي، علمتني الإقتراب منك، إبتعدت عني، علمتني الوفاء، خنتني وغدرت بي، علمتني الفرح، أبكيتني حتى جفت دموعي، علمتني الثقة، قمت بخيانتي والهروب مني، تحجر قلبي، تعلمت الكثير من هجرك.
الشتاء القارس، هدوء الأجوآء، الموسيقى، الظلام، الشعر، الأمكنة، كل شئ يذكرني بك، لازلت أشعر بأصابعك المتشابكة بأصابعي، كلماتك صدى يتردد يومياً إلى مسامعي، لاتعد، فقط علمني أنساك.
في الحب، يُظلم الأكثر حباً، يبكي الأكثر فرحاً، يُنسى الأكثر حرصاً على الإستمرار، 
نحن نمُوت حباً، ملامحنا تبقى في كل محطة، عند كل خيبة، نفقد أمر عند كل مُر يصيبنا، لاتكون وفياً يا صديقي، لامكان للأوفياء في قانون الحب، يموت الأكثر حباً، تعلقاً، وفاءاً، حافظ على حياتك ولاتقترف العلقم(مرارة الحب).
مضى عام من الهجر، الحِرمان، الألم، الذكريات، لاأدري تتذكرني حتى الآن أم لا، فأنا لم يغيب طيفكِ عن عقلي لوهلة، دائماً كنتي معي، في نبضي، إنتظرت كثيراً كي تحنُ، عُد رجاءاً(آخر رسالة كتبتها إليك)لم يأتي الرد كالعادة، اليوم أبكي بعد عام من الفِراق، ليتك تحنو، تعود، تشعر بما أشعر به، لم تفعل ولن تفعل، لن تكون هناك المزيد من الرسائل، الذُل، الإهانة، العبث بكرامتي، البكاء، استمحيك عذراً اليوم، سيتم دفن كل شئ خاص بك، وربما دفنك، يرتعش جسمي، أتصبب عرقاً، يتحدث قلمي، نبضه مرتفع، تهطل دموعي، قدماي ترتجِف، ستكون آخر رسائلي إليك، آخر شعور، نسيانك، فتح باب جديد للحياة، أعلم أنني سأستطيع ذلك، لكن لدي العديد من الأسئلة في ذهني، لن أرتاح قبل أن تجيب وهي:
هل تأثرت بغيابي؟!
هل حاولت يوماً أن تكتب لي؟
والسؤال الذي يقتلني،
لماذا فعلت ذلك؟
هل الشعور الذي منحتني إياه لم يكن حقيقياً؟
إن كان جوابك نعم، فأنا أصفق حزناً، أنت تستحق حصاد جوائز عديدة، لقد قمت بخداع قلبي، شعور زائف، سراب،
ماذا إن كان حقيقياً؟
فقتلني الشعور الزائف، جعلني متبلد المشاعر، جافاً كشجرة وحيدة في صحراء كبرى، سقيت قليل من الماء،حتى أينعت، ثم تركت للجفاف مجدداً، فتساقط مابها من أوراق، وذبلت مجدداً، لاأكتب لكِ كي تعودي، فقط من أجل نفسِي، أجيبي على أسئلتي إن قرءتي، فلازلت أشعر بأول لقاء بيننا والسلام،كنت أكتب لكِ، حباً، ووداً، 
اليوم أكتب عتاباً، لوماً، حسرة، تحول قلمي من كلمات الحب، إلى الجفاف وكلمات الفراق، كتب قلمي خطاباً طويلاً، معتذراً ويقول وداعاً







Share To: