يُقال أن هناك طبخات تُعد خلف الكواليس وعلى نار هادئه، وهذا ليس من المستبعد لأن كل المشاكل والمعضلات المزمنة العميقة في هذا البلد ينظر إليها ويتعامل معها الغالبية دائماً بسطحيه وإنتهازية وخفه وإستسهال وإستهانه لا حدود لها بالتضحيات والتداعيات الكارثية الناتجة عنها سواءً في الداخل اليمني أو حتى في الخارج ولا يتم إجتثاثها من الجذور أو على الأقل لجمها وتضييق الدائرة عليها من أجل التخفيف من حدة المرض المزمن، ودائماً هذ المشاكل والمعضلات العميقة المزمنة تُرحل وتٌرقع وتنتهي بمحاصصه وتقاسم وطبخه سامجه دون طعم، ولا يجني البسطاء من كل هذا القبح والعبث الذي لا ينتهي سوى الجعجعة ومزيداً من البؤس والإنحدار.
هذه الطبخات التي تُعد خلف الكواليس ويدفع فاتورتها دائماً هذا الشعب الجاني على نفسه ليست جديده ولا طارئه على المشهد، ففي الستينات تم صياغة إتفاقية لتقاسم السلطة بين الجمهوريين والملكيين حيث تبوأ الكثير منهم مناصب عليا تحت مظلة الجمهورية وظلت صعده بموجب إتفاقية التقاسم منطقه مغلقه على الزيدية الدينية الهاشمية خارج نطاق سيطرة سلطة صنعاء الفعلية وليس صحيحاً ما روجه ويروجه الغالبية نتيجةً للتزييف والتغييب الممنهج للوعي والذي شارك فيه حتى نخب ومثقفين كبار أن أحداث سبتمبر سنة 1962م قد قضت على جذور المعضلة المزمنة في حينها بل ظلت هذه الجذور تسحب نفسها مستوطنه أذهان حتى من حكموا بعد احداث سنة 1962م لذا فشلوا جميعاً في بناء دوله محترمه قويه تتسع للجميع.
ترحيل المشاكل والمعضلات العميقة المزمنة والهروب المستمر منها وعدم تشخيصها وتفنيدها بدقه والإشارة إليها بوضوح من أجل لجمها وتحجيمها بعيداً عن سياسة اللف والدوران وشعارات الوهم والتدليس التي تعود الغالبية الإختباء خلفها من أجل إخفاء قبحاً وعجزاً مزمناً أوصلت اليمن الى هذا المأل البائس والكارثة التي تعيش تداعياتها المقيتة اليوم .
Post A Comment: