-هذه القصة متروكه للهواء هكذا منذ زمن ، لم يتم إغلاقها ، ولا تجديدها ، ولا السكن فيها ، مثل شخص أعرفه يسكن في جبل بعيد عن البشر ، له بيت واحدة ، وليس له أحد ، عاش فيها وتعلم فيها أشيائه وخبراته ، نام فيها كل يوم ، كانت كل شيء بالنسبة له ، كان يأنس لها ، ولا يفارقها ، بل لم يستطع أن يفارقها ، حاول مراراً ، حاول أن يعود إلى البشر ، لكن شيئاً ما كان يخبره ، كان يقول له " لا تفعل، أنت في المكان الصحيح " ، ولكن للأسف ، غادر تلك البيت ، وعندما غادر لم يغلق حتى الباب ، هكذا فتح الباب وذهب ، وترك كل شيء مفتوحاً ، كل شيء في مكانه ، لم يأخذ شيء معه ، ولم يغلق شيء ، ولم يهدم شيء ، ولم يرتب معها أي موعد للفراق .  
هذه القصة مثل تلك البيت المهجورة ، هكذا تركتها دون وداع ، ودون فراق ، ودود ترتيب مسبق ، دون كره أيضاً ، لا أعرف كيف كنت أفكر ، ولا أعرف ما الذي دفعني على ذلك ، كانت الخيارات كثيرة ، أخترت أسوأ خيار ، اخترت المغادرة وترك كل شيء ورائي.  
 كنت أنس بها ، وأحبها وتحبني ، وأشعر بها وتشعر بي ، أخبرتني ذات مرة أن قلبها انقبض فجأة ، فبكت ، وأحست أن شيئاً ما أصابني ، في تلك الساعة بالتحديد ، كنت سأقع في خطر ويحتمل أن لا أستطيع المشي مرة أخرى ، لكنني هجرتها . وكان  ينبغي أن أترك القصة وأذهب ، بهذه الطريقة البشعة في الفراق ، تركتها ، وكنت أظن الأمر سهلاً ، فقط غادر ، وهناك ستهدأ ، في الناحية الأخرى من الكوكب . إترك كل شيء مرة واحدة ..  
أجمل شيء حصل في حياتي ، إنها ليست مبالغة ، أرتفعت معها إلى درجة عالية ، وكانت ممسكة بي ، وعندما أفلتها عمداً ، سقطت ، ومنذ ذلك العام وأنا أهوي ، أهوى إلى الأسفل ولم أصل بعد ، لم أرتطم بالأرض ، وأظنه قاسياً جداً .  
إذا كان الشئ الوحيد الذي تراه كل شيء في حياتك ، تفلته بيدك ، عمداً ، بطريقة بشعة ، هذا يعني أن لا شيء سيملئ قلبك بعدها ، لا شيء مطلقاً ، لا المكان ولا الزمان ولا الأشخاص ولا المال ، ولا أي شيء ، حدث هذا حرفياً ، كان كل شيء معتماً في عيني ، ثم أصبح كل شيء معتماً في قلبي ، كان هذا هو الشئ الأسوأ ، أن أفقد الإحساس بالقلب ، أن تتساوى عندي كل الأشياء ، وعندما أقول كل الأشياء ، فهي كل الأشياء حرفياً ، لا يؤثر أي شيء في قلبي ، لا أنزعج ، لكنني أمثل أني انزعجت ، ولا أستطيع التفريق بين الصحيح والخاطئ ، فقد تساوى الأمرين عندي ، إذا كانت هي أجمل شيء ، وبحثت بعدها عن معنى للحياة ، سأدخل في فوضى عارمة ، وقد حدث كل هذا .  
لم أستطع نسيانها ، كان الأمر مذهلاً ، وكان  جديداً وغريباً ، اختبرت أنواعاً جديدة من المشاعر ، هكذا شيئاً صعب الوصف ، كان يسكن هذا الشعور وسط صدري ، وأظن أنه إلى الان لم يفارقني ، رأيتها في كل إمراءه ، في صحوي ومنامي ، في السر والعلن ، كنت أراها بين عيناي ، أفتتح شيء سأقرأه وأراها بين السطور ، أخرج من باب المنزل فأتوقع ظهورها ، وأدخل المنزل فأتوقع تواجدها ، أرى اثنين من المحبين ، فأراني معها في نفس المكان .  
كان الأمر حقيقياً معها ، كان الحب حقيقياً وليس مزيفاً ، ولم تكن هناك حاجة في داخلي لأقنع أحد ، كنت أريدها وتريدني ، وتبكي لإنها تريدني ، وأبكي سراً لإني أريدها ، وأنا أبكي إلى الان ، مرت سنين طويلة ، وإلى الان ما زلت أبكي على هجرانها.  
أنا أتذكر ، كانت ابتسامتها تحييني كلما مت ، لا أعرف ، فقد كان شيئاً ما يرقص داخل جسدي ، أنا لا أتذكر تحديداً ما كان يحصل لي ، ولكن كل شيء في داخلي يتحرك ، كل خلية ترقص فرحاً ، هكذا لأول مرة ، تجرب أن يكون كل شيء في الحياة مبهجاً جداً ، ترى كل شيء جميلاً ، تشعر بطاقة غير عادية ، تنام ساعتين وتصحوا سعيداً .  
تركت هذا القصة هكذا ، مهجورة إلى الان داخل قلبي ، حتى أن قلبي لم يقتنع ، مرت سنين ، ليس يوماً ولا يومين ، سنين طويلة ، إلى الان أنا أنتظرها في داخلي ، إلى الان لا أحد يشعر بما أشعر ، وقد عرفت أن الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يشعر بك هو أنت ، مهما شرحت الأمر وعبرت عنه ، لا أحد يفهم ، لا أحد يفهم ما أشعر به ، ولا أحد يفهم ما مررت به ، لم يقتنع قلبي بفراقها أبداً ، هذا هو الأمر الذي لا أقدر على فهمه ، أنه وبعد سنين طويلة ، إلى الان قلبي يطالبني بها ، ويسعد بتذكرها ، حتى لو لم أريد ما يريد ، لكنه القلب .  
عندما فارقتها ، لم أكن أريد الفراق ، وعندما حزنت لم أكن أريد الحزن ، وعندما فكرت لم أكن اريد التفكير ، وعندما تكلمت لم أكن أريد الكلام ، عندما كنت اشعر بأي شيء كنت أراه تافهاً ، لم يكن هناك تذوق لأي شيء ، الأكل والشرب والنوم ، ثلاث أشياء فقدت نفسها معي . كنت أريدها فقط .. هي فقط ..لا شيء آخر .

حسناً ، نجحت أنا في الفراق منها ، أبعدتها عني ، لكنني لم أستطع إبعادها من داخلي ، لم أعد أراها لكنني لا أستطيع التوقف عن التفكير بها ، نسى العالم كله ، لكنني لم أنسى .  
حصلت أشياء كثيرة بعدها ، فقدت أشياء كثيرة بعدها ، كان الأمر أساس يبنى فوقه كل شيء ، وعندما أزحنا الأساس ، سقط كل شيء ، تناثر مني كل شيء بعدها ، مثل أوراق الشجر عندما تتوقف عن سقيها بالماء ، تتناثر الأوراق وتنتهي.  
كنت أظن أني أستطيع إكمال الرحلة دونها ، بنفس الشغف الذي كان بعدها ، وكان ظني مخطئاً ، حاولت بعدها أن أقف ، لكنني فشلت ، كما لو أني أقف فوق سطح ماء ، مهما حاولت فإني أغرق ، حتى توقفت عن المحاولة ، فطفوت فوق الحياة ، أنا أتنفس فقط ، حاول الكثير إقناعي بالنساء ، كان الأمر صعباً للغاية ، لا أستطيع أن أتكلم مع أي امراءة بعدها .. الأمر صعب وأنا خائف جداً . 
أنا خائف من كل شيء ، أنا خائف من الفقدان يا صديقي ، أنا أرتجف وحيداً ، أكون وحيداً فأرتجف من الخوف ، هذا هو ما أستطيع شرحه لك الان ، سأراك غداً .  
 غادرت للتو....  
وفي اليوم التالي ذهبت لكي اعلم من يكون هذا الشخص......  
كانت ملامح_الشيب تملأ وجهه، كسيراً يجُر الخُطى بين  زوايا غرفته المظلمة لا نوافذ  فيها  ' تكاد ترى ضوء خافت من ازقة الجدران ' لا اعلم  اين كان موقعها ؛ فها انا ذا واقف على الآطلال والخراب من كل جانب.......! 
وجدتُ نفسي أمام بابه القديم كان الباب حينها نصف مغلق ؛ وعيناي تحدقان الى الداخل بنظرة يأس؛ دفعت الباب بأيدٍ مرتجفة واقدام عاجزة عن التقدم ولو خطوة خطوة اليه بطرفي المتسائل من يكون.....؟ 
 لكنه كان كذو السبعين عاماً غارق في دهاليز افكاره،يتضايق من لُغة العيون، لانه يعي معنى نظرة اليأس والتفاتة المهموم من تجاربه السابقه، كنت مُجبراً حينها أن أجعل لساني ينطق ذات السؤال لعلي اجد تفسيراً لهذه الاحداث الغامضة وما ان نطقت شفتاي من تكون ...!؟  
#قال_لي_بصوتٍ خافتٍ جداً لا يكاد يُسمع أنا مِصفآةُ الأحزان، وشماعةُ اليأس ، أنا الارض التي غادرها أهلها والمنزل الذي هجره ساكنيه دون أدنى ذنب أو خطيئه ، أنا " ذاك الأسير " المنطفئ داخلياً ، أنا ذلك الضوء الخافت الذي لايُكاد يُرى من شدة الضباب ..وكأنّ هذا " الأسير هو انا " كقارب تتقاذفه الامواج في جزيرة محصورة لا منفذ لها تبادر من فمي اسئلة 
مذ متى وانت هنا......؟! 
ألا تحلم بالحرية ؟!تكرّر السؤال مِراراً ؛ 'لكن في كل مرة كنت أشعر انني فقط اسأل نفسي لا غير ؛ فجأه سمعت صوت ضئيل لا يُعرف مصدره ؛ افزعني من نومي ،صحوَتُ ولم اجد جوابا لسؤالي  
 كان مجرد حلم ' "هكذا اقنعتُ نفسي حينها " ....! 
لكن سرعان ما انقلب الشعور واضطربت الأمواج في داخلي ، لان احداثها كانت وكأنها حقيقة وليس مجرد حلم ؛وأنّ ذاك "الاسير " اليأس لم يكن سوى انا ......! 
 وفي اليوم التالي تكرر الحادثه نفسها معي والاسئلة ذاتها لكن هذه المرة  
#رد_قائلا "أسمعني جيداً ، أنظر اليّ وأمعنْ النظر ، لقد سألتني ذات السؤال سابقاً ، لازلتُ أذكُره الى الآن ولرُبما لن أنساه.....! 
انا : من ذا متى انت هنا ؟ الا تحلم الحرية ..؟ بهذا اللفظ كان ، لا زالت حروفي تنهش ذاكرته ، تأكُل كل خلايا جسده فأعلم ي صديقي " أن الحرية حلم كل كائن ؛ وليست فقط حلما لنا نحن البشر " من هذا السجين الذي لا تتوق نفسة للحرية، 
 هيلسنج :لكن ألا ينبغي عليك ان تسأل نفسك السؤال ذاته ايضا ؟! ألستْ احوج مني لتتحرر من كل هذه القيود التي وضعتها بنفسك........؟؟! 
هيلسنج: اما انا فقد طغى الشيب كل خلايا جسدي ' وضاعت كل احلامي في أدراج الرياح وها انا ذا في هذه الغرفة 'مذ ان كنت في سنك تماماً .لكن ماذا عنك.....؟ 
هيلسنج :فها انت قد استسلمت لخيبات الامل في وقتٍ مُبّكر، ها هي همتك التي كانت تُعانق السحاب قد اصابها الوهن ، وها انت اليوم تكبّل نفسك وتُقيّد أفكارك في سجن صنعته يداك .....؟؟ 
  كل ما تفعل فقط محاولة لاقناع نفسك انه ليس باليد حيلة للوصول الى كل الطموحات والامال التي رسمتها ذات يوم ' اليس هذا فقط محاولة لتبرير سبب انسحابك من طريق الوصول لتلك الاحلام بعد ان قد كنت قاب قوسين او ادنى من الوصول اليها.....! 
ي عزيزي انت مازلت في سن البناء فحاول ان تبني قاعدة قوية لخوض تجارب الحياة ،وكن واثقاً بالله ثم بقدراتك على تجاوز الصعاب......!  
فهناك احلام وطموحات رسمتَها مذ كنتَ حراً طليقاً لأفكارك ، وقد اضعتَ طريقها يوماً ، لكنها ما زالت تنتظر وصولك اليها.....! 
" ومن أنت " 
" أنا كل محب قام بترك حبيبته دون رغبة منه" 
  - اما بالنسبه لي سأحقق امنيته الغريبه ذات يوم...
وسأحلق عاليًا ذات يوم .   
واقضي يومي واخفي حزني وابتسم بوجه هذا وذاك اساعد الجميع ولا يساعدني احد .. 
افهم الجميع ولا يفهمني احد .. 
احب الجميع ولا يحبني احد .. 
لن ينتهي البؤس ابدًا. 
* لا انتظر منكم الشفقه ولا العطف عليّ كل ماارجوه منكم ان لا تكونو مثلي لطفًا ابحثو عن السعاده والحب في كل مكان وعيشو يومكم وكانه الاخير استغلوا كل فرصه تتاح لكم ولا تنتظروا اخرى فربما لن تجدوها  
كل الحب لكم ❤️  
قد نلتقي في كتاباتٍ اخرى .. قد نلتقي  
وداعًا.  
# أشرف عدنان مغرم .






Share To: