الإبنة تنهدت قائلة: أنا أحِبهما جدا،ً لكنهما دائماً على هذه الحالة، أبي يظن أن أمي لا تطيعه وتسمع كلامه، وأمي تظن أن أبي فظاً معها ويعاملها تعاملاً سيئاً لايليق بها، بين أبي وأمي وصراعاتهم اليومية أنا وأخي نضيع.


الزوج: ما هذا؟
 ألم أقل لكي قبلاً أن لا تفعلي هذا الأمر؟!
الزوجة:أَرْجُوك لاتفتح باباً للنقاش مجدداً فأطفالنا نائمون ألاتظن أنهما ضاقا ذرعاً مما نفعل؟!
الزوج: مكشراً وجهه وتبدو عليه علامات الضجر والغضب! لاتصرفي النظر عن هذا الموضوع أنا زوجك ومن حقوقي الزوجية عليكي أن تطيعيني ألم يعلمكِ أبواكِ ذلك في المنزل؟!
الزوجة:لاتصرخ في وجهي أيها ال...(أسمعته لفظاً بذئ)لقد إستحملتك كثيراً وطال سكاتي؟
أنت الخطأ الوحيد الذي إرتكبته في حياتي سأظل نادمة عليه ما دمت أتنفس، إنني صابرة من أجل أطفالنا فقط وأنت(نزلت دموعها)...
الزوج:ماذا ضاحكاً!
 محاولاً إخفاء الغضب الذي يعتريه،
بحقك من الذي ندِم؟!
في الماضي كنتي تملكين أخلاقاً والآن؛ أصبحتي بلا أخلاق ولاجمال، ليتني أعيش مع دمية بدلاً منكِ، فالدمية ليست ثرثارة وأنانية مثلك لا تهتمين بأي شئ وتظنين دائماً أنكِ على حق.
الزوجة: كنت أعيش في بيتِ أبي ملكة، أُنظر إلى وجهي (أمسكت يديه ولامست وجهها)ألا تظن بأنه أصبح خشناً بعض الشئ؟! 

الإبنة: قبل فترة كنا نعيش في سعادةً بالغة، لا أعلم ماذا حدث، فجأة انقلب الأمر على عقبيهِ وأصبح المنزل كسفينة بلاقبطان، أخي أصغر مني سناً يبكي عند سماع شجارهما أحاول جاهدةً أن لايرى مثل هذه الأمور ولكن يبدو أن أصوات الشجار عالية جداً نسمعها بقلوبنا ليست بآذاننا 
نستيقظ عليها وننام عليها.
الزوج:سحب يديه من وجهها وقام بدفعها إلى الوراء حتى سقطت على الفراش وهي باكية، لم يكن هذا إختياري كيف أصبحت هكذا وما الذي تغير؟
الإبن:رأى ذلك وصاح باكياً ليت بكائه يحُل الشجار، ليتهما ينتبهان لإبنهما الصغير ولكن قست قلوبهم.
الزوج:أصمتي أو أقوم بضربك الآن، أنا لم أتغير بل أُعاملك بما تستحقينه.
الزوجة بذهول قائلة: كنت لينا،ً حنوناً طيب القلب، حسن الخلق مهذباً ومحباً و...(لم تستطيع إكمال ذلك واكتفت بالبكاء)كلما زاد بكائها زاد بكاء الأطفال، ضج المنزل بأصوات البكاء، حتى إذا مررت قربه ظننت أنه عزاء.
الجار وزوجته: لم نرَ بشراً مثل هؤلاء، أطفالهم أصبحوا ينفرون من المنزلِ ولايطيقون دخوله، بسبب هذه الشجارات.

الإبنة:ذلك كان آخر شجار لي عندما كان عمري ١٧عاماً بعدها تزوجت؛ فقط لأهرب من هذا الجحيم الذي أنا فيه، كرهت نفسي، أصبحت ضعيفة الشخصية، لاأطيق الجلوس مع الجماعات، فقط أكتفي بالتفكير والبكاء، سؤال وحيد يتردد إلى ذهني، لم يفعلون هذا؟
زوجي لم يكن بالمواصفات التي كنت أتمناها، فهو يكبرني بعشرة أعوام لكنه أفضل منه(أبيها)فهو حنوناً، ويهتم بي ولايتشاجر معي.
أجلس معه ولكن كل تفكيري وبالي ببيت العزاء(منزل أبي)مشغولة بأخي الصغير.
خائفة من أمورٍ عديدة!
ماذا إن حدث أمر لأمي فأبي يومياً يهددها بالقتل؟!
ماذا إن تشرد أخي؟
ماذا إن تطلقت أمي من أبي وعادت إلى منزلها القديم؟
ماذا ماذا ماذا...أسئلة عديدة تشغل بالي.
الإبنة: في شرودٍ تام
وتزينت خديها بالقليل من الدموع،
سمعتْ صوتاً خفيفاً وبعيداً بعض الشئ، انتبهت أخيراً كان زوجها ماذا هناك أخبريني رجاءاً؟
حكت له كل ذلك؟
خفف عنْها قليلاً، مسح الدموع عنها، 
ثم قال لها: ما رأيك أن نزورهما؟
رفضت مرة، ثم مرة أخرى...
بعد أن تحدث مع لساعات، أقنعها، بحجة أن ترى أخيها الصغير، إن كان متواجداً معهما حتى الآن. 
 استسلمت أخيراً أخذت بعض الورود، 
ركبا سيارتهما متوجهين إلى بلدتهم القديمة،
 وصلوا إلى المنزل كان هادئا،
ً ليس هناك أي ضجيج كغير العادة، 
أبواب المنزل مقفلة وتبدو عليها آثار الغبار!
طرقت الباب الآخر(جيرانهم)وهي باكية!
 فتحت جارتهما الباب وسلمت عليها
 وزوجها، ثم أدخلتهم إلى منزلها. 
بعد الضيافة نظرت إلى وجوههم، تبدو عليها القلق والتوتر. قالت للإبنة :تعلمين جيداً أبواك،ِ وشجارهم المستمر ضاق أخاكِ ذرعاً ضرب والدك؛ وهرب إلى مكانٍ مجهول حتى الآن. 
ووالدتك تضاربت مع زوجها أيضاً، طلقها إلى حيث لارجعة ذهبت إلى منزلها وذهب هو بطريقه.
أنا متأسفة جداً، محاوله أن تقوم بتهدئة الفتاة.

بكت بكاءاً شديدا،ً حتى أغمي عليها من شدة البكاء، 
وأفاقت بعد أخذها إلى العيادة، 
ثم أخذها زوجها إلى المنزل، وهي على حالة يرثى لها.
هذه كانت قصة ضياع أبناء،
تلك هي معاناة أسره،  أو كثير من الأسرِ،
 حدثت أو تحدث عادةً بسبب المشاكل الزوجية، كونوا على حذر لاتدمروا أطفالكم بسبب المشاكل، فإن لم يتشردوا نشأوا على ضعف الشخصية والإكتئاب وكثير من المشاكل النفسيه، لاتدمروا أسره. 









Share To: