........                   .....        ....
دعيني أذاكرُ فبين الحينِ والآخرِ
أحتاجُ الشرودُ!!
والتمعنَ..
في إعادةِ ترتيبِ الفصولِ..
شتاءٌ.. ربيعٌ.. خريفٌ..
صيفٌ وأنتِ
لا أولويةٍ لشيءٍ سواكِ
تلكَ الفوضى
في لذّةِ عينيكِ..
ذلك البرقُ اللامعُ 
حكايةٌ أخرى على قارعةِ العاصفةِ
الأولى!!!!
شعركِ الفاحمِ السوادِ
توأمُ الليلِ
يندثرُ بفوضويةٍ صبيانيةٍ

دعيني أذاكرُ
أستعيدُ اتّزاني
لا أعرفُ مَن أنا
كيفَ أتيتُ ومَن يا تُرى
قدْ أكونُ.. 
لا هويةٌ لديَّ تثبتُ شخصيّتي
أنا مِن هذا الوطنِ المنكوبِ
وُلدتُ في حرِّ أغسطسَ
تبرعَمْتُ في ثناياهِ
بلادِي مدمرةً وحُلمي السفرُ
تائهٌ لا أعرفُ وجهَتي
شِفاهي تيبّسَتْ
في حضرةِ اللقاءِ
أحتضنُ زهرةً
يا لِجمالِ  اللغةِ في الصمتِ
وحروفُ الكلماتِ عزفِ نايٍ
"من أفقٍ بعيدٍ
هدوءٍ خصبٍ ..
فلسفةٍ راقيةٍ هو الصمتُ"
أبغضُ أنْ
أجعلَ مِن أفكارِي بضعَ كلماتٍ
أتلوهَا على مسامعكِ..
دَعِي السكوتُ غلافِنا 
والروحُ هائمةٌ
تسبحُ عائمةٌ في جداولِ الأحاسيسِ
تصبُّ في نهرِ الحبورِ الهادئِ
وجهُكِ..
مدينةٌ عليَّ اكتشافُ أدقُّ تفاصيلِها
لا ترهِقُنِي كثرةَ الأزقةِ
تِهتُ في أخاديدِهِ العميقةِ
كَم من الوقتِ مَكثْنا..
لا رغبةٌ لديَّ لِأعرُفُ
فلا قيمةٌ للزمنِ
بضعةَ شعيراتٍ بيضاءٍ
وخليطِ تجاعيدٍ مجرّدَ رقمٍ

ها هنا حينَ نغرقُ
في ينابيعِ النشوةِ الثّرةِ
ناسينَ مَن حولَنا 
..أنا أنتِ .
ولا ثالثَ سوى الصّمتِ
والسكونِ  ..
ونسيمُ الطمأنينةِ
يلفحُ أشجارَنا  الباسقةِ..
رحلَ الخريفُ ..
مَدَدْتْ راحتي أتلمّسُ غيومَكِ
مِن جديدٍ قطراتُ النّدى
تعانقُ أصابِعي 
معلنةً الولادةَ مِن جديدٍ
 وذاتُ الوطنِ المطعونِ
في خاصِرَتِهِ..
بصيصُ الأملِ جوازُ السفرِ
انسلخَ عن جسدِي أطوفُ فضائُكِ
نهربُ مِن عتمةِ هذا العالمِ الكافرِ
أمامُ شجرةٍ هَرِمَةٍ يقفزُ على 
أغصانِها طائران
صوتُكِ العذبُ يُنادي باسمي..
يسحقُ شِرودي
يفترسُ الوجودَ
يبدّدُ خلوةَ الشّتاتِ ما كلُّ هذا
 ما كلُّ هذا؟؟ إنّها الحياةُ
تحافظُ على جنسِها
في هذهِ المدينةِ 
وهذا البلدُ ....
هل من أملٍ
صوتُكِ التغاريدُ
على كتفِ بردى
جوقةُ عصافيرٍ تغنّي
أذوبُ وأنصهرُ في الترانيمِ
دُنيا شاسعة أنتِ .

كيفَ لتكّاتِ السّاعةِ
مقاطعةُ صَفْوَنا ..

تذبحُ العمرُ بسكينِ الغروبِ
مُعلنةً الرحيلِ .
لو لمْ يخترِعُوا الساعةَ
لو بَقِيَ الوقتُ ضرباً بالرّملِ  ..
أو نظراً نحوَ النجومِ
سريعةٌ هيَ
 اللحظاتُ الجميلةُ
تفرُّ هاربةً منّي ومنكِ
تتدحرجُ كرةَ ثلجٍ من جبالٍ
عجوزٌ
وما العمرُ سوى وميضِ أمل 
يشرقُ من تلكَ العيونِ
ما العمرُ 
إلّا لحظات
هي أنتِ

لــ:ســلـمـان.. عـسـقـول






Share To: