ديوان خديجة بوعلي  سمفونية حنين   يحتوي على خمسة وخمسين نصا شعريا  متنوعا   تم طبعه بمطبعة ووراقة بلال  ش. م. م  بفاس  الطبعة  الأولى سنة ٢٠٢١ كتب له تقديم  الناقد عبد الرحمان الصوفي  وقد يعتبر  قيمة مضافة للمشهد الثقافي الشعري المغربي   ، ولا بأس من إعطاء  ورقة مقتضبة عن الشاعرة خدية بوعلي  ابنة مدينة خنيفرة  مدينة بالأطلس المتوسط   ،  شاعرة عصامية ارتوت من  منابع الشعر  الهادف  بجميع أجناسه بما فيه الأمازيغي  ، إذ يعتبر متنفس قوي يتشبع به كل عاشق للحروف. نعم  لقد استطاعت ولوج عالم الكتابة الإبداعية من بابها الواسع  لكونها  ابنة الشعبة الأدبية  وأستاذة مادة اللغة العربية   . وقد لا يختلفان اثنان أن الكتابة النسائية  في هذا الفن الجميل  كسرت  الصورة التي كان يتمتع بها الشاعر  منفردا في الساحة الشعرية  ، وهذا إن دل على شيء إنما يدل  على  تشبع الفتاة المغربية  بالعلم والمعرفة  وانخراطها في الكتابة الإبداعية  المتميزة   . 
لقد اختارت لغلاف ديوانها  لوحة فنية للفنان التشكيلي محمد العلامي  وهي لوحة مزينة بألوان  يغلب عليها طابع اللون الأزرق  ، لون السماء والصفاء ولون يجسد الواقع النفسي  مبصوم ببصمة قيم المحبة والجمال   . 
بينما دلالة العنوان   : سمفونية حنين  هو  يحمل عدة دلالات ولو أن  السمفونية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالموسيقى  ،  وبما أن الديوان شعري فقد يمكن إسقاط النظرية الموسيقية الإغريقية على نصوصها المتناغمة في الأصوات  وكذا في السلم الموسيقي  ، بمعنى آخر هناك تناغم بين النصوص بأهمية بالغة من حيث الإيقاع  الملون بألوان  الإبداع  الراقي   . 
أما من حيث المضمون  قتقريبا  مواضع الديوان لها ارتباط  بما هو تصويري جميل  ووصفي متميز  وخيالي مناسب  أو ما هو مرتبط بالأحداث  ، ويمكن استنباط هذا بالرجوع على امتداد مساحة القصائد  نجد الموطن والوجدان والحنان  والرومانسية  ولو أنها  بلغة متمردة ومشاكسة  تترجم الخيال  الجامح  على شكل سمفونية الخيال  المرتبط بالرومانسية  وما تذوقناه فوق الجبال  .... 
فخديجة بوعلي  تعيش بين الجبال  الشامخة  المزينة بعناصر المكانية الساحرة  مما جعلتها تتأثر  بطبيعة المكونات  الأساسية  لجبال الأطلس    والتي ساعدتها على تشكيل نصوصا شعرية  بملامح الحروف البهية الجميلة ذات الإحساس  العميق  ، وهذا المشهد زادها  السباحة في عرصات مخيال حالم  ، فنصوصها تضج بالعشق الإنساني، منتقاة باحترافية دقيقة  مليئة  بالشجن والصراحة النابعة من الأعماق ، و يمكن تلخيص أفكارها على أنها  عاطفية صادقة  ومشاعر نبيلة   تركب على صهوة الصفاء والطهر  موظفة لغة  تزهر  بذوق شفيف  ولو أنها تعج  ببعض الآهات الدفينة  ... 
بكل  أمانة  فالشاعرة خديجة  شاعرة امتطت هودج شموخ الحرف الراقي  ، رفعت من قيمة المرأة  العصامية المغربية  حيث تمكنت من إثبات قدرتها  بفكرها وإبداعها النير  ....






Share To: