لقد أيقظتها تواشيح الآذان لأداء صلاة الفجر وجذبها صوت المؤذن العذب وهو يتلو آيات من القرآن الكريم التي عقب الانتهاء منها قامت تدعو لكل مُحِبيها بتحقيق كل مُرادهم و أحلامهم المكتوبة لهم التي ستجعل السعادة تستقر بقلوبهم أبد الدهر  ، فلقد كانت أماً فاضلة ، سيدةً طاهرة مُحِبة للخير كغيرها من أمهات المسلمين ، تؤدي الفرائض في أوقاتها تلتزم بتعاليم الدين في كل الأمور الحياتية وأولها الحجاب الذي ارتدته منذ الصغر فور البلوغ مباشرة عالمة أن به العفة و الحياء و حفظ لمفاتن المرأة عن أعين المتطلعين إليها الطامعين بها الذين يحدقون بها بغير حياء أو رحمة ، فهو ليس مجرد غطاءً للشعر كما يعتقد البعض فليس هذا هو الغرض من ارتدائه فهناك أشياء أخري أكثر إثارةً في المرأة من خصيلات شعرها الفتان مهما كان جذاباً منساباً علي ظهرها كشعر الحصان الذي لا مثيل لجماله ، فلتدرك كل فتاة أن به حفظاً لها عن كل الرجال و أغراضهم الغير واضحة علي معالم وجوههم وأن الله هو الخالق وأدري بخلقه فَلْتُطِع أوامره دون أي تذمر أو ضجر ، فالحجاب فريضة مثله مثل الصلاة فلا مفر منه ولا بد من ارتدائه  عاجلاً أم آجلاً عن قناعة و يقين بالثواب الذي تحصل عليه فور ذلك العمل الطيب الذي يُرضي الله ولا يخالف أوامره ، فالدعاء مقترن أيضاً بطاعة الله فكم مِنْ مؤمن يدعو الله و يستجيب لمطالبه لعلمه بتقوي ذلك الشخص و إيمانه الصادق الحقيقي النابع من قلبه والذي لا يشوبه أي تقصير أو خلل أو تراجع ، فليس هناك إنسان بعيد عن التقوي و الورع سوف يُقْبِل علي الدعاء وإنْ حاول القيام بذلك فلن تكون دعوته مستجابة كمَنْ يحافظ علي فروضه و يتقرب و يتضرع إلي الله بشكل دائم مستمر ، ومَنْ يعلم فباب التوبة مفتوح و من الممكن أن يتقرب ذلك العبد لله في أي وقت ويطلب منه ما يشاء و ليعلم بأن دعاءَه لن يُرَدْ مطلقاً ، فالله يحب العبد اللحوح في دعائه الذي يتقرب إليه في السراء و الضراء ويعلم بأنه قادر علي تحقيق كل ما يتمني في لحظة واحدة ، بين ليلة و ضحاها إنْ تحلي المؤمن بمزيد من الصبر و التقوي و اليقين بالله و بقدرته علي تحقيق المعجزات التي لا تخطر علي ذهن بشري مهما بلغت توقعاته ، فليفعل كل منا ما يُمْلِيه عليه ضميره و ما يحثه عليه شعوره ما دام شيئاً يقربه من الله طالباً رضاه وعفوه في كل وقت وحين يجد حياته يسيرة تتقرب إليه كل الأمور في سهولة و يسر و سلاسة غير معهودة مسبقاً قبل لجوئه لطريق الله الذي لا يضل مَنْ يسير به أو يتبع هُداه ...






Share To: