أنا من خُذِلتُ , وقد سكبتُ نهاري
في  ليلكِ  المحروم  من  أقمـــارِ

زيّنتُه  بنجـــــوم  قلبي ,  والرؤى
وزرعتُ  فيه  قـــوافل  النـــــوّارِ

ووهبتكِ  الأفــــقَ  الذي  تبغينــه
فســــبحتِ  عاريةً  بماء  بحــاري

علّمتُ  ثغركِ  كيف  يرسم عالمــاً
من  قبلتين , وكيف  يشـعل ناري

وجعلتُ  نهدكِ  جنّــــــةً  ريّانــــةً
لولا  يثــــــور  يجود  بالأثمــــــارِ

أنبتُّ  في  جسدٍ  تشــــقّق  طينه
حقـــــلاً  يفور  بفلفلٍ ,  وبَهـــــارِ

غاباتكِ  الجـرداء  كانت  تشـتكي
فملأتها  ســــرباً  من  الأطيــــــارِ

وقصيدةٌ  كانت  تنـــوء  بسطرها
أضرمتها  بحـــــرائقٍ ,  وجِمـــــارِ

قلبي  أضاميم  الغــــرام ,  فهلّلي
لمّا  غدوتِ  أمـــــيرة  السّــــــمّارِ

كالفاتحين دخلتِ دون  مشـيئتي
في  عالمي  المسكون  بالأســـرارِ

نهرٌ  من  النارنج  يجري في دمي
وكواكبٌ   مفتونــــــــةٌ   بمـداري

والدّرّ  في  بحــري  فلا  تتعجّبي
لولا  غرقتِ  بلؤلئي ,  ومحــــاري

فإذا  أتيتِ  الشّـــــطّ   فلْتتذكري
عمق  الهوى , وهوايَ دون  قــرارِ

ولتعشـــــقيني  دون  أيّ  تفكّـــرٍ
يبقى  الجنون  ضريبة  الإبحـــارِ

ولْتستحمّي فوق عشب خطيئتي
فأنا  مللتُ  غبـــــاوة  الأطهـــــارِ

ولْتبحري  في  اللايقين  ,  فإنني
بحر الشكوك  , ولن تعي أخطاري

ألحبّ عندي ليس يؤمـن  بالدّمى
كسّرتُ  أصنامي لأغسل  عــــاري

فاستسلمي  كي  تهزميني  مـــرّةً
لا  نصر  يأتي  دون  أيّ  دمــــــارِ

بعض  الهزائم  قد  تكون  جميــلةً
ولذا هُزِمتُ , ولسـت أطلب ثـاري









Share To: