ظلمة حالكة، عتمة شديدة الإسوداد، يحموم فاحم، ضبابية متراكمة، .....تلك هي حياتنا كيف أصبحت!!

ترى الجميع يرتدون اقنعة لا تظهر ما هم عليه....تظهر مشاعر وأحاسيس مزيفة، يدعون أنفسهم بالصالحين والعادلين في الحين أن اكاذيبهم كادت تخنق كوكب الارض وزحل، يظهرون لنا أنهم لا يمكن الاستغناء عنهم وهم كمسائل الرياضيات الحل طويل والقيمة صفر.
كل هذا الزيف بامكانه ان يكون فخا للعامين أصحاب العقول المحدودة التي لم تخض تجارب مع البشر. فالحياة وجه قاس لا يستحق للجميع ان يكون اهلا للثقة فالخبثاء هم الذين عكروا صفوة بحيرة الأحاسيس ولا يزالون ينقدون أفراد المجتمع كيف وقع لهم ازدواجا في شخصياتهم؟!
لذلك تهنا في متاهة نفسية شديدة العتمة والقتام ولم نعد ندرك النور..... القتامة تحجب عنا النظر والتحقيق بشدة لفهم طبائع البشر.

ضاحكين، متبسمين، مؤدبين، هكذا يظهرون لنا وهم كالحرباء يتلونون.... يغتسلون بالمياه القذرة ويقولون لنا أنها عذبة.!!
لذلك نقول ان الحياة عبء ثقيل، فكلما نظر الانسان بأكثر عمق في الحياة، إلا ونظر بأكثر عمق في الالم! .... ألم الدنيا، ألم البشر، ألمنا نحن نستغيث وسط مهرجان الاقنعة المزيفة ولم نستطيع الخروج من هذه الدوامة التي فرضها علينا القرن الواحد والعشرون .... قرن التطور والانحطاط.!

فأنا لم يعد لي إحساس بما تحسون القتامة في بصري والثقل على ظهري خاصة بعدما أصيب قلبي بدوار جرّاء هذه المناظر المزدوجة. ربما نزلت الى المنحدر فنظري منفلِتا نحو الأعالي وعقلي يريد التشبّث بالقاع، بالماضي... نقطة إستفهام هنا وهناك.!؟

فبيْن الثانية والثانية يمُوت أملي ويحيا يأسي تقطّب شفاهي وتدمع عيني، يخون صديقي ويشمت عدوّي وبين الثانية والثانية تفقد الحياة، فالشيء الوحيد الذي يستمر معي طوال حياتي هي نفسي وهي تحمل ما لا يطيقها، فتوهم احيانا اننا بقلب أحدهم شيء كبير ولكن يمر موقف يجعلنا نضحك من سخافة ظننا.!
فكيف السبيل إذن أنغادر إفريقية كما غادرها إبن خلدون أم نبقى في سبيل أمهاتنا وآبائنا وأحبابنا وننتظر القدر لعله يلحّن لنا أنشودة الفرح ؟
 هكذا نرضى العيش في ظل هذا المجون العاهر الذي احتال عالمنا كما إحتال الغرب على افريقيا زمن الحرب والإستعمار .

هكذا شاءت الأقدار ان نبقى متخلّفين عن الأمم الأخرى.... متخلفين بأتم معنى الكلمة، متخلّفين أخلاقيا وتربويا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.... كل منا يريد أن يحصل على قوته دون تعب ولا شقاء.... كل منا يعتبر نفسه فقيها وهو في الحقيقة لا يفهم قطرة من بحر الحياة.!!

قارّتُنا إجتاح عليها مرض الكذب وإندثرت منها القيم الإنسانية...فقليلا ما نجد فيها الصادقون... وما يمنعنا عن مغادرتها إلا تلك الروابط الإجتماعية  .....عالمنا نجس بل أنجس من النجاسة...عالمنا وقح بل أوقح من الوقاحة... عالمنا قذر بل أقذر من القذارة، حيث ترى كل منا يسعى لإرضاء نفسه ولا يفكر في غيره .... الأنانية اجتاحت كوكبنا والنميمة شوّهت عديد العقلاء .

هكذا نظل محترقين بلهب الشمس ونرنوا بالظمأ وجزر الينابيع والأشجار الظليلة في القارات الأخرى من حولنا .... بنِيٓت على التناقضات حياتنا.!!











Share To: