أخبرَنا في البداية أنّه يريدُ هذا الحديث بيننا وبينه في سريَّةٍ تامّة، وبدأ يتنقَّلُ بنظراتِهِ الخبيثة بينَ عيوننا المُتعبة، ويُخبرنا  أنّهُ يشعرُ بِشعورِنا السلبي حيال إغلاق الحدود ونحنُ في مُنتصَفِ طريقنا، وأنَّه يريدُ أن يقومَ بمساعدتِنا. 
أخبرنا ذلك الموظّف الأممي أنَّ لاسبيلَ لدينا من الخروجِ من ذلكَ المكان، وأنَّ وجودنا هناكَ غير شرعي، وإن حدثَ لنا أيَّ مكروه لن يتحمَّل أحد مسؤوليتنا. 
فنحنُ مهاجرون غير شرعيين والحكومة الصربيّة لن تقومَ بأيَّةِ ردّة فعلٍ حيالَ ما يُمكِنُ أن نتعرّضَ له. 
حقيقةً ....
لقد صُدِمنا وبدأت دموعنا باللّاشعور تنهمرُ بدونِ أيَّ توقُّف وحالتنا أصبحت يُرثى لها حقّاً.
شعرنا بالإحباطِ والبؤسِ والعجز، وبدأت وجوهنا تحكي حكايات من قصصِ الكآبةِ والأسى. 
العجز......
كلمة قاتلة تعني أنّكَ لن تستطيع التحكُّمَ في سيرِ حياتك أو تغييرِ واقعك. 
أيُعقَلُ أن نواجه كلَّ تلكَ العذابات والقهر والذل لنُقيمَ في ذلك المكان!
أن ينتهِ بِنا المطاف إلى غابةٍ بين الكلاب والجرذان !
في بناءٍ تملأه صور المفقودين وينسانا الزمان!!!
وأزواجنا؟؟؟؟؟!!!!!!!!!







Share To: