تورق نوافذ ٱلْمجاز ..تتسلل أرواح عطشى عبرها لترتوي بعدما طال ٱلْجدب وٱستحالت ٱلْأوراق ٱلْخضراء إلى أوراق شاحبة صفراء ..
أعبر طرقات تلك ٱلْمدينة، فأشم أريجا خاصا ..أنحني وأجلس ٱلْقرفصاء، أتتبع كائنا مجهريا لم تلتقطه أعينهم ٱلتي ٱنشغلت بعطور ٱلْمدنية ٱلْعرجاء ..أحاول أن أحاوره وأستحثه على ذلك ...
أيها ٱلْكائن ٱلْمجهري ألا يزعجك هذا ٱلْكائن ٱلْعملاق ٱلْغبي ٱلذي يمر عليك دون تحية ٱلصّباح أو ٱلْمساء ..؟!
ههههه..ماذا ..ماذا ..؟!
إنني أستمتع حيث أنا ..أنا أعانق هذي ٱلْأرض صبح مساء ..أرتوي من فيضها فيكون ٱلْغناء ..أترنم على أهازيج رياحها وهي تراقصني كلما مرت بمحاذاتي ..
تعالي ..اقتربي ..هنا ..هنا سر ٱلْارتواء ..كلما داعبنا سحر هذي ٱلْأرض كان ٱلْانتشاء ..تعالي ..جربي أن تعيشي مثلي أن تعانقي سحر ٱلْكائنات كل صباح ..أن ترتشفي سحر ٱلْملكوت ..وتتسلين إلى هذي ٱلْأفياء وتخلفين وراءك كل ضجيجهم ٱلْأحمق ..

ها هنا تعزف موسيقى ..تتحد ٱلْأرواح ..ينجلي عنها كل غبار حضارتكم ٱلْحمقاء ..غازلي حبيبات ٱلنّدى، وفتاك ٱلْأسمر ٱلذي مايزال هناك يشم عطر ٱلْوردة ..يحاكي ٱلسّكون وبركة ٱلْماء ..ٱلتفتي لبائع ٱلجرائد يوم ٱلْأحد ..للحوش ٱلْكبير في تلك ٱلدّار حيث صوت ٱلْجدة " زهرة" يرتفع وينخفض وهي تتجه نحو خُمِّ ٱلدّجاجات؛ وماتلبث أن تنثر حبها في كل زاوية ..
ٱلعجل ٱلصّغير بدوره ينتظر قسطه من ٱلْفرح ..يقبل نحو أمه ..إنه سحر ٱلْأمومة يا ٱللّه ..إنه نغم ٱلْأثداء..سحر ٱلحب وٱلْفرح ..!!.
تعشوشب ذاكرة ٱلْمكان ..
ها قمري أعلى ٱلسَّطح يكتب نشيده ويصدح ..!!.
وجميلة تمسك بضفيرتها ..تلاعب جديلتها بكل فرح طفولي تحمل جرة ٱلْماء ..
ٱلطّريق نحو ٱلسّاقية معبد بِشُيجرات ٱلْجوزِ وٱلتفاح وٱلسّفرْجلِ، وكرمة عمرت عقودا ولم يتسلل لها وهن ٱلْجدب ولا طالها عقر...ماتزال تمنح ثمارها بكل حُبٍّ ...
يا لرعشة هذا ٱلْعطاء ٱللاّمتناهي ..
نظام بديعٌ وألحانٌ وجودية تبعث على ٱلتّسبيح لبارئ ٱلجمال واهب ٱلْحُبّ وٱلْحياة ..

فيض صبح ..






Share To: