نحن أناس لنا أوطاننا ، ولنا أهلنا وعشيرتنا وقبيلتنا ... 
تأتي أيام فيها نغادر من أرضنا ووطننا تحت ما يسمى (الغربة ) - ننتقل من وطننا إلى وطن آخر مجاور أو غير مجاور - فما هو  شعور ك عندما تغادر بلادك وتبتعد عن من تحب  ؟
    في الساعة الثامنة مساء  بينما انا جالس في البيت اذا بي اتلقى اتصالا، فياترى من من هذا الاتصال؟! 
 لقد كان هذا الاتصال من من صاحب مكتب السفريات  ،  وإذا به يسأل قائلا : الأخ عبده ؟ قلت له نعم ودقات قلبي تتسارع ، وإذا به يقول : لقد تمت تأشيرة جوازك ، وقد وصل لتوه من السفارة  ، فإذا أردت أن تأخذه فتعال غدا في وقت الصباح  !. 
   هنا بدأت حياتي تتغير فقد أتت اللحظة التي انتظرتها طيلة سنوات ، ولأزمة كرونا صفحات مأساوية أخرى   . لقد غمر قلبي الحمد لله عزوجل ، ولم أنم ليلتي تلك ، ولم تمر لحظة إلا وذكرت السفر فيها ، وكيف سأفارق أهلي وأحبابي الذين أحبهم  ، وبعد هذه الليلة التي لا تقل بعدا عن ليلة امرؤ القيس ، وبعد هذه المعاناة يبدأ نور الصباح بالظهور شيأ فشيأ خلف تلك الجبال . جاء الصباح ونسيت معاناة الليل ، وذهب مسرعا إلى صاحب المكتب واستلمت جوازي ، وقلت له على عجل : احجز لي موعدا في أقرب رحلة  - يوم السبت القادم - إلى جدة  ..عدت الى البيت وأملأ عيني من نظرات شوارع قريتي .كنت مدرساً في المدرسة القريبة من منزلنا ..ذهبت إلى طلابي الذين احببتهم حباً شديداٌ.. اخبرتهم انا سوف اغادر الوطن ..تفاجئ الجميع ..وكيف تتركنا لوحدنا ..قلت انا مجبور ع ذالك لكي ابني بيت من الغربة واتزوج وشرحت الموضوع ..اخذت ما يقارب زمن ساعة ونصف وانا اودعهم ...وبعدها خرجت من الصف وانا دموعي في عيني والله انا حزنت ع فراقهم جدا جدا ....كيف لا أحزن وكنت بمقام ابوهم ومربيهم ومعلمهم كل يوم طيلة 3 سنوات مضت وهم يتربوا تحت تعليمي وإرشادي ..بعدها ودعت مدرستي ..وذهبت إلى البيت ..بعدها قلت حان وداع من احب ..♥ ذهبت الى منزلهم لكي اراها ولكن لم أجدها ذالك اليوم يوم سفري ..وارسلت السلام لها وخرجت من منزلهم ..ذهبت الى بيت جدي وسلمت عليهم واستودعت جدي وخالي واقاربي هناك ..وبعدها لحظة وداع ابي الغالي ..سلمت عليه ..فقال الله يحفظك يا ولدي وتوصل بالسلامة ويرزقك الله من فضله وتعود الينا سالما غانما ...خرجت من البيت وركبت متجهاً إلى مكتب السفريات انا وابن عمي المسافر ايضاً ...بعدها انتظرنا حتى بدأ وقت إنطلاق الباص ..مشينا وانا أنظر وأملي عيني من شوارع مدينتي الحبيبة ..بعد دقائق وقفنا بالقرب من سوق المحطة وكان هذا المكان يتجمع فيه اهلي قريتي ..نزلت وتودعت اصحابي الذين كانوا هناك ودعوا لي ..بعدها مشنا ..دقائق وخرجت من مدينتي ....
الى المدينة الاخرى ..انطلقنا حتى اليوم الثاني ما بين محافظة واخرى . وفي الساعة 11  مـَ .توقف الباص ..ماذا حدث? .. قال السائق هناك اشتباكات مسلحة بين المتصارعين في الحرب ..إنتظرنا حتى 4 فجرا توقفت الاشتباكات وعبرنا الخط ....مشينا حتى وصلنا مارب ونزلنا الساعة 8 صباحاً لإخذ فحص كورونا .اخذنا الفحص ومشينا ..حتى الساعة 3 فجرا ..استيقظ وانظر ارى ضوء والأجواء تغيرت ..سألت ابني عني ماهو ذا النور الكثير. قال هذا المنفذ السعودي .اه اه اه كل شي تغير ....






Share To: