ينتابني الحنين، والشوق لأيام الزمن الجميل؛ من منا لا يتمنى أن تصله رسالة ورقية من حبيب طال غيابه، من صديق فارق بيننا وبينه الزمن، لوالدة اشتاقت لابنها المهاجر، من والد يتمني الطمأنينة على ابنته، من جامعة مرموقه تخبره أنه أصبح من أحد طلابها، والأخر أصبح من أحد معيديها، وحقق حلمه وحلم من حوله، يالها من سعادة من نوع آخر وورود قد سكنت القلب وزينته...
الرسالة الورقية بحر عمقه حياة، وذات أثر ملموس للروح قريب من القلب ...
سلمى سمير فتاة تعشق رائحة الورق وتعود بنا للزمن الجميل، لنعيش ما فاتنا من جمال شاد به من عاشه،
طالبة في كليه تربية فنية قررت في عام ٢٠١٨ أن تنشئ لنفسها مشروعها الخاص، صندوق بريدي لتضع فيه تلك الرسائل الورقية وتذهب لمَنْ يطلبها منها بكل حب، إحساس النجاح شعرت به لأول مرة وهي تسمع آراء الأشخاص من حولها عن ما صنعته يداها بكل شغف..
الرسائل الورقية ترسم بداخلها سلمى كلمات الأشخاص التي يتحدث بها قلبهم...
تحدثت سلمى وقالت أشعر كأني داخل عالم خاص، محاط بالألوان والرسومات التعبيرية، تضيف جمالًا وموسيقي هادئة، أشعر أنني أمتلك سعادة العالم داخل هذه الدائرة..
الرسائل الورقية يرحب بها في أي وقت، وهي طريقة جيدة للتواصل، تحمل في طياتها مشاعر صادقة كلمات كانت من الأعماق، وسيلة جيدة لإعادة العلاقات مرة آخرى ..
هكذا قالت سلمى عن مشروعها الفني أنه مستقرها وأمانها، وهذا العمل يجمع بين هوايتها وبين دراستها.
لم تكن الرسائل الورقيه وليدة اللحظة، بل إنها كانت تشاهد الكثير من الرسائل الورقية التقليدية أمام أعينها...
تحدثت سلمى عن بداية الفكرة، عندما شاهدت والدها الذي كان يعمل محامي، لديه العديد من الرسائل الورقية التي يرسل فيها بعض المستندات، وعندما تقاعد رؤية الرسائل أمامها على مكتب والدها جعلها تبتكر فيهم، وتطلق سراحهم بألوان مبهجة، ترسم عليهم بطريقة لافتة، تجعلهم يخطفوا القلوب، كم أنه ممتع اقتناء الورق واختيار الألوان وشكل الطوابع، كما أنها تصنع دفاتر، وفواصل روايات، حقائب مصنوعة باليد، صندوق من ورق يحمل صور وبعض الذكريات، ودعوة زفاف، وكروت مع لمستها الخاصه بوردة الحياة، لا تقتصر علي الرسائل الورقية فقط بل جعلت من الورق عالم تتحكم فيه..
كل هذه التفاصيل تنبض بالحب والدفء بداخلها، رؤيتهم أمامها وهي تختم بالشمع وكتابة اسمها إنها الصانعة من أكثر التفاصيل التي لم تغادر ذهنها كأنه سيناريو لفيلم تعيش تفصيله الممتعة كل يوم..
شاركت في العديد من الحفلات، كما أنه تم استضافتها في dmc للتحدث عن جمال هذه الرسائل وعن نجاحها، تلقت العديد من الحب، تلقت العديد من الأمل والتشجيع من الأشخاص المقربين، إلي ان أصبحت معروفة من العديد من الأشخاص، كما أنها أيضا لديها أحلام أن تظهر للعالم جمال هذه الرسائل، وتعود بنا لسفينة الزمن، وأن يعود الود والشغف وصدق المشاعر، بعد أن أصبحت الرسائل الالكترونية شاغرة الذهن وليس لها قيمة، أصبحت الرسائل الالكترونية لديها مساحة كبيرة في حياة كل شخص منا ،وجعل هذا نتناسي الاشتياق ولم نعد ندرك معناه أو نشعر به، وجعل مشاعر بعضنا جافه، لم نر فيها تعبيرات الوجه مثل الرسائل الورقيه ..
تسعى سلمى أن تجعل الرسائل الورقية تعود في كل منزل، وتصل لكل يد، وتخطف كل قلب، وتعمل جادة علي تطوير موهبتها، كما أنها تود أن تعلم العديد من الأشخاص صناعة هذه الرسائل، وتنقل لهم خبرتها الرائعة عن طريق إعطاء الورش، وأن تري فنها ورسائلها الورقية ذات الطابع الخاص في كل مكان.





















Share To: