تَنَازَعَتْني عَلَى ذِكرَاكَ أُمنِيَةٌ
لَمَّا أَوَينا إلَى الأَحلَامِ عُريَانا
وَسَافَرَتْ فِيْ خَيَالِيْ كُـلُّ أُغنِيَةٍ
غَنَّيتَهَا لِيْ وَكانَ المَوجُ أَلحَانا
إذِ التَحَفْنَا نُجُومَ اللَّيلِ أَغطِيَةً
وَقَدْ فَرَشْنَا حَنِينَ العُمْرِ شُطآنا
فَمَا تَنَاهَتْ عَنِ الآهَاتِ لَيلَتُنَا
كُنَّا لَهِيبًا مِنَ الإحسَاسِ بُركانا
إنِّيْ اعتَنَقْتُ الهَوَى دِينًا وَمُعتَقَدًا
قَرَّبْتُ نَفْسِيَ لِلآمَالِ قُربَانا
مَاذَا تُرَاهُ الَّذِي قَدْ حَلَّ يَا وَلَهِيْ
مَنْ كانَ يَرحَمُ أَضْحَى الآنَ سَجَّانا
حَطَّمْتَ قَلبِيْ لِكَيْلَا أَبتَغِيْ سَفَرًا
هَاجَرْتَ أَنْتَ تَرَكْتَ القَلبَ حَيرَانا
وَالدَّمعُ دَمعِيْ مِنَ الأَعمَاقِ مُعتَصَرٌ
مَا هَانَ يَومًا فَكَيْفَ اليَومَ قَدْ هَانا
إنْ خُنْتَ حَقًّا مَوَاعِيدًا تُنَمِّقُهَا
فَلَا مَلَامٌ فَإنَّ الحُبَّ أَعمَانا
أَطُوفُ وَالنَّارُ مِنْ حَوْلِيْ تُعَذِّبُني
فَرَاشَةً مَا حَسِبْتُ النُّورَ نِيرَانا
أَبكِي عَلَى قَبَسٍ قَدْ كانَ يَسحَرُني
أَحنُو إلَيْهِ وَأَفنَى مِنْهُ تَحنَانا
قَلبِيْ المُعَنَّى مِنَ الإهلَاكِ مُختَلِجٌ
يَفدِيكَ عُمْرِيْ وَيَفدِي كُـلَّ مَا كانا
Post A Comment: