السلام عليكم ،
الالتزام عادة تنبع من داخل المرء فهي تشمل حياته بالكامل فيما يخص أموره الشخصية و الدينية علي حد سواء ، فالإنسان الملتزم لا يفرق بين أحدهما ، فكلاهما يعبر عما يضمر داخله و يبطن في أعماقه الغير ظاهرة أمام الآخرين فعليه أن يعي و يعلم يقين العلم بأن ذلك الالتزام هو ما يحد من ارتكاب الأخطاء ويمنعه من الاقتراب من الذنوب التي قد يقع بها إنْ لم يكن هناك رادع يوقفه عن التقدم في طريق الشر والضلال المؤدي للضياع الذي لا رجعة عنه بمجرد البدء فيه ، فالإنسان هو المتحكم في تسيير حياته وفقاً لانضباطه والتزامه بمبادئ و قيم الدين التي تربي وأُنْشِئ عليها و القوانين و الأخلاقيات التي تحجمه عن اقتراف الخطأ مهما بدا بسيطاً ، فكل الأمور الدنيوية مبنية علي الرغبة فمتي تحكم بها المرء صارت حياته أكثر استقامةً و صار أكثر ثقةً في قراراته التي يتخذها فهو يعلم أنها صائبة لأنها مرتكزة علي أعمدة سليمة غير قابلة للميل أو الانهيار الذي يدمر حياته للأبد ، فليحاول السير عليها و الاحتذاء بها طيلة حياته حتي لا يتخبط أو يتعثر أو يُضيِّع نفسه ولا يتمكن من تغيير مسيرة حياته التي خربها بيديه دون أن يدرك خطورة ما يفعل علي المدي البعيد ، فعاقبته عسيرة وخيمة غير متوقعة لا تخطر علي ذهن بشري ، فلقد كان من الممكن الانحياز نحو طريق الالتزام في كل أمور الحياة سواء أكانت شخصية متعلقة بالدنيا أو دينية تتعلق بالمصير الذي ينتظرنا في الآخرة و الذي يحتاج لجهود فعالة جبارة حتي نتمكن من الوصول لبر الأمان براحة بال و طمأنينة غير معهودة من قَبْل فلقد استكان القلب بجنات النعيم التي يسعي إليها كل امرئ و يطمح للوصول إليها ، فالمنهج الديني بما يشمل من قيم ومبادئ يمثل نقطة نجاة وسط دروب الحياة الكثيرة التي قد يحتار المرء ويتردد وقت السير بها إنْ لم تكن أصول الالتزام راسخة داخله فهو ينتشله ويلتقطه من التيه والضلال قبل أن ينحرف كمشرد اضطرته ظروف الحياة لتحمل عيشة لا يقدر علي مشقاتها و صعوباتها و التصدي لها وحده ، فدونه سيشعر بأنه قد سلك طريقاً وعراً لا يعرف نهايته وما الذي ينتظره إذا كان طريقاً خاطئاً مليئاً بالمخاطر ، فلكي تختصر علي ذاتك تلك الحيرة والتشتت عليك بالتشبث بمبادئ دينك الحنيف كي تضمن لذاتك حياة هادئة بعيداً عن المهالك و الأخطاء الفاحشة التي سوف تندم عليها إنْ لم تكف عنها في الوقت المناسب وسوف تضيع حياتك بلا رجعة وستظل تشعر بصوت صراخ يختنق داخلك رغبة في الحياد عن ذلك الطريق الخاطئ ولكن هيهات فلقد انغمست أرجلك به دون وعي أو إرادة منك فلقد صارت الذنوب أمراً اعتياداً تمارسه رغماً عنك ، فلتسلك الطريق السليم الواضحة معالمه منذ بداية الأمر تجد حياتك أكثر استقراراً وهدوءاً ...
Post A Comment: