يوما ما ستصحو بعد نوم متقطع...وفي عينيك آخر لمعة...ستكتشف أن أمسك الباهت وهم، حزنك الرث أسمال، وأن عقارب الزمن تعبت من العد، ستحاول تذكر اسمك وأنت تستعد لبدء يومك الشاق الطويل, ستتظاهر بالتماسك،وأنت تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم تقف أمام المرآة، لتتعرف على الإنسان المهمل طويلا وسط الثياب، تلمح خطوطا بارزة،تشي بكثرة السنين المتراكمة في رصيد عمرك، وخصلات بيضاء، تؤثت ماتبقى من شعر رأسك...فجأة تلمح اللمعة في عينيك الغائرتين تحت النظارة الطبية، تطيل النظر في المرآة،تتلاشى الدقائق وروحك الخافتة تئن ،تخبرك أنك في آخر محطات العمر...تلعن في سرك كل الإكراهات : المسؤولية،العمل،أوجاعك وحتى الحب...
تستفيق على صوت الأمل الأخير، تبحث عن اللمعة في عينيك، تلاشت...حلت محلها دمعة...تمسحها بطرف أصبعك، ترتبك كعادتك وأنت تبحث عن مفاتيحك، ثم تغلق باب شقتك، تخرج للشارع وتنصهر مع الجموع...







Share To: