ما تغْرُبُ الشمسُ إلا تُقْبِلُ الظُلمُ
 لِيلحقَ الليلَ فجرٌ باسمٌ نَسِمُ

الريح تشتد في الكثبان تنقلها
من ذي البقاعِ لأخرى ثُم تنصرم
 
إنّ الحياة سويعاتٌ يذبذبها
طحن المدار وأيام طوى العدم

لا تبتئسْ  في غبارٍ  هذا ديدنه
فالسير دربانِ فاخترْ ما به سلم

كم ضاق كربٌ ولمّا اشتد وابلهُ
جاء انفراجٌ تولّى بَعْدهُ سقم

هل تستقيمُ عظامُ الضلع من عِوجٍ
حتى وإن كانتِ الأكسَار تلتئم؟

من يستعِدُّ بإيمانٍ مُلازمهُ
ينجُ من الغمِّ ما هبت به نقم

 إنّ القلوب على ما شاء قَلَّبَها
ربُّ السماء الذي تدنو به النعم

ماذا من الغي لم تشهدٔه أنفسُنا
والمرء ينجو إذا بالله يـعتصم؟

ما بعد هضمِ الفتي إنْ تاهَ مركبه
هضمٌ أحاط به والموج يلتطم

إني قَدِمتُ وفاءً حاملًا عتبي
والنبض أمسى ضئيلًا كاد ينعدم

جئت وفي جعبتي أحلام ذي يَزنٍ
ودمع وضَّاح في تابوته سجم

العُرب قومي ولكن كيف أخبرهم
أن الضياع يزيد كلما انقسموا؟

في أي يومٍ يكفُّوا عن تقهقرهم؟
لو استطاعوا مُضيا ليتهم عزموا

يستصرخ الجرح قومًا في مواطنهم
ذُلًُ الحياةِ وفي إِعْرَاضِهمْ ندم

لو استقاموا على درب الرشاد لما
كانت قُرانا هشيمًا قومها هُزموا

كم ذا بكى الشعر في آهات شاعره
أبدى حروفا بها من جرحنا ألم

فكل شعرٍ له في الناي واصلةٌ
خاض البحار وأذكا عطره النغم 

هذا شعور تجلى بين أشْطُرِه
والدمع ترجمه والأنُّ والكَلِم

يبدو أبيًا شموخ الحرف جوهرهُ
لا يلقي بالا لما الباغون قد نظموا

أجراهُ فينا من التبريح أربعة
هم وغم وأشواك المدى و دم








Share To: