من المعلوم لدى العقلاء أن لكل عالمٍ سماتُـه الخاصة، وميزاته الفريدة، وشمائله الرائعة، ولقد كان لشيخنا الفاضل الكريم المبارك صفات العلماء، وسمات الحكماء، وعلامات البررة الأنقياء؛ وقارٌ يكسوه تواضع، وهيبةٌ مشوبةٌ بأُنس، واتزانٌ يخالطه انبساط، ومُحيا تزينه أنوارُ الإيمان، ونفسٌ مطمنئة واثقة تغلغل في كيانها تَعشُّق تعاليمِ الإسلام، واعتدال مقرون بقيود معالم الشريعة، وآدابٌ رفيعة تحلى بها، وعناية فائقة بكتاب الله تعالى حفظاً، وتلاوةً، وتعلماً وتعليماً، ومدارسةً، وقياماً، إنه شيخنا الجليل، ومعلمنا الفاضل الشيخ/ أحمد عبد الحميد مدرس القرآن الكريم والمواد الشرعية بالأزهر الشريف، والذي وافته المنية صبيحة يوم السبت الموافق٦/١١/٢٠٢١ .
وإنه لحدث جلل، ومصيبة عظيمة، وفقد مؤلم، فلطالما عرفته أروقة المدارس والمعاهد الدينية بصولاته التعليمية، ومحاريب المساجد بإمامته للمصلين وتلاوته لكتاب الله تعالى، ومنابر الجمع بخطبه الرائعة الفائقة، وعرفه الناس بسهولة طبعة، وجميل أخلاقه، وطيب معدنه، ووسطية منهجه .
وهكذا يرحل العلماء الصالحون تباعاً، ورحيلهم من أعظم المصائب، وفقد لجزء من أجزاء النبوة وهو ( العلم) ولله در حبر الأمة سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال في قوله تعالى: ﴿ أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ﴾ : "خرابها بموت علمائها، وفقهائها، وأهل الخير منها .
الأرضُ تحيى إذا ما عاش عالمُها *متى يمت عالمٌ فيها يمت طرف
كالأرض تحيى إذا ما الغيث حلَّ بها *وإن أبى عاد في أكنافها التلف
فرحم الله الشيخ الجليل، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته، وأسبغ عليه واسع رحماته، وأغدق عليه سحائب رضوانه .
Post A Comment: