و ناداني مناديا هامسا في نفسي بالذكرى
حين سكنت الدنيا في الظلام 
 و همس لي بلغتي الفصحى
معلنا بأن هذه الليلة هي للسفر و لسهرة الكبرى
يا صبية....
 هلمي لفناجين من القهوة
 و ليلة حلوى  من السهاد و المتعة
الليلة سنركب ذكرياتك الجميلة  التي لا تحصى
و سنسافر معا في بساط الريح للماضي الذي لم ينسى
تهيأي و تعالي يا طفلتي ...
أسرجي الأقلام على أحصنة الورق المقوى
و أشعلي قناديل الظلام بالنار المقدسة
 و دعي الكرى جانبا ...فالليلة هي للمتعى
متنى و ثالت و رباع و خماس و ألفا
سنسمن و سنغني و سنملأ   القصائد  بجميل الذكرى ، 
فإشهدي بسبابتك  يا صبية
و تعالي... و لتشهد  الليلة 
علينا النجوم و الكواكب
زحل و القمر و عطارد...
بأنه الليلة سنركب في سفينة نوح لنعود
 و للذكرى سنحب  سنصطاد سنجمع و سنطارد
و على قفف الحلم  نملأ و نسترد طرز الأجداد 
و حتى الأجانب
تعالي لنسرد ما سنخرجه من جب يوسف
مؤكد....
هو ماء ذكرى عذب به حب و نبض قلب
تعالي يا صبية...
 فللعودة نحن نطالب
راغبون بالأقدام و بالنواصي نحن قادمون
و ٱننا على حب العودة إننا لشدائد معاندون
فرسان قرية صغيرة تعود للحب و بالحب تحارب

تعالي لمركب بساط الريح و لنتوه عميقا في الذكرى
و أول الذكرى يا حبيبتي...
ذكراك في باريس الصغرى
عودة  إلى عطر الطفولة  الذي لا ينشف و لا ينسى
و الرجوع لبوح الحقيقة  من لسان  تلك الطفلة
 تحث سراج الشمس التي لا تتوارى
 و إليها يا حبيبتي  الإنطلاقة
 و كذلك السكن والمرسى
نعم ...تلك ذكريات الطفولة و الصبى
 في بلدتي باريس الصغرى ،
يوم الخوالي و يوما ما ستنفعني  تلك الذكرى
حين مررت يوما بتلك  الكنيسة القديمة
الذي هدموا فيها الناقوس ، و قتلوا فيها  الذكرى
فكانت كنيسة بدون صلاة و لا أصوات تراتيل 
لتحكى...
مات المصلين ...و بقي الحمقى...
حين أزاحوا ناقوس الذكرى
 حيث بالأمس البعيد هدمت ...و لا عجبا
من قوم لا يعرفون التاريخ...و لا يحترمون الذكرى...
لم....لم تبقى...
وتذكري ... بقربها كانت المقبرة الفرنسية المنسية 
و فيها سكون قاس الآسى
وكان ذات يوم  عليها صلبان و رخام أبيض 
و رواية تملى....قصص فرنسية...و أكيد فناجين قهوة...
قبور من تاريخ حماية المستعمر في باريس الصغرى
تاريخ كان عليها شاهد
وكنا هنالك و  أنا طفلة مع إخوتي 
هنالك نلعب....
تحث أشجار الصنوبر العملاقة 
التي هي كذلك لازالت معاهدة
كنا هنالك نحمل  بعض الرخام الأبيض من قبور النصارى
التي ليومنا هذا كانت نسي منسيا و ردما 
و أمرا مقضيا...و بقيت ذاكرة مشاهد
و ما بقي لا عهد او لا لحدا
لقد طمست  بسرعة تلك المعالم
و نسي أهلنا التاريخ لباريس الصغرى
و لا أحد تمعن و توقف و إستفسر
 و قال... لا ...لقد فقدنا التاريخ و لا مدد

تعالي يا صبية معي في بساط الريح للذكرى
لنصول و لنجول بين كل واد و واد 
و على ضفاف وادي سبوا ...سنشد الرحلة
لنحكي قصة شجر الصنوبر 
و شجر الليمون و قصب السكر
على تراب الترس 
التي سكنت عليه  باريس الصغرى
نحكي ما كان و ما تبقى 
 ننحث بفؤوس الأجداد ،
و ببنادق الأجانب و بعطر فرنسي ديور
نقرأ الماضي في سطور
و نملأ الفراغ بالحب...المسطور
تعالي يا صبية...لنطير
هنا على بساط الريح
نرقص مع العيساواة
 و نغني و  نطرب بالغيطة 
بين جلابيب بيضاء صوفية
و طبل و غياط
و ندعوا في ذكرى
 بكرمات سيدي الدرويش الولي الصالح
و نحن نلبس العقيق الأحمر المذهب
و نأكل الفانيد و السكاكر الشعبية
 الخضراء و الوردية
و نقف بين الجموع و العادة بالموسيقى تفوح
ين ذكريات الصبى

تعالي معي لنخرج   من جبنا تاريخا جميلا
كاد أن ينسى بمدينتك باريس الصغرى
و أنت مارة على عطر المطر  و بضفيرة شعر 
هنالك تذكرتي الأزقة  الفرنسية الجميلة 
و بناياتها الشامخة البيضاء  و على رأسها القرميد البني
و بين مدافئها أعشاش كبيرة اللاقالق الحزينة
كان ماض و  لم يتبقى منه شيأ...
 لكنه أمسى و أضحى و بلي و ولى
لكنه هنا ...مازال يحفر في...
 مازال يسكن بين عيوني و قلبي
..... هنا
ذكرى
و أنا بمطريتي  شاقة الطريق كالسفينة إلى المرسى
 تحث زخات المطر أتلاعب بين برك المطر
بحذائي المطاطي الأخضر ... و المطر متهاطل  بقوة  
و عطره في أنفي لحد الآن  مازال يقتلني حبا
لا يتلاشى مني هنا فيا يحيا حبا...
 و حين تلاعب الشجر ...
بأوراقه المصفرة في فصل الخريف
 و فاحت أشجار الجوز بعطرها في فصل الربيع
و تمايلت أشجار التين متباهية بتينها في الصيف
و بين نخيل  المستشفى الفرنسي الكبير
حيث ستائره المرخية الخضراء 
و مجالسه الجميلة و طوابير الورود البيضاء
و سلالمه الرخامية البينية الراقية
و مطعم المستشفى الفرنسي الكبير
 و مستعجلات المستشفى البيضاء
و تلك الأسرة الحديدية من بقايا إستعمار فرنسي
نعم يا صبية هي حكاية مربط فرس على تراب غرباوي
بداية تاريخ باريس الصغرى من أرض فرنسية

تعالي لنطير يا صبية
 معا في بساط الذكرى
على محطة القطار الكبرى 
و ذاك الفناء الجميل الطويل الأبيض
الذي كان يتوسطها ساعة  لا تنسى
و شبابيك خضراء  و فناء أبيض فوقه شبابيك تاريخية
حيث كانت هنالك قلعة عسكرية
و محطة عسكرية تاريخية
نزل فيها الملك محمد الخامس للإستراحة
حدث تاريخيا...فحدثي و لا حرج ...لك كل الحرية

تعالي لنسافر
بين سكك  حديدية
لونها بني تفوح بالصدأ و البني
كم لعبتي هنالك  يا صبية
 بين قطارات الحرب المتبقية العالمية
حين تذكرتها الآن ،...
عرفت بأنها تشبه قطارات 
الحرب العالمية  الألمانية
 التي كان تحمل اليهود لأفران الغاز و الموت
جميلة هي تلك الذكرى...
بين مد و جزر  في مدينة باريس الصغرى
حيث الهدوء و الجمال و عطر أزهار الليمون 
حيث هنالك مصانع تصدير الحوامض و الحلزون
مصانع باريسية التصنيع و الهوى 
ذكريات تفوح بين أزقتنا الكبرى 
بين مساكن فرنسية...
مازالت قائمة تشهد هنا
و لوحة في فندق لأدم و حواء
 مازالت الذكرى هنا.   فن فرنسي
و في أزقة باريس الصغرى
تجمعت مدارس الإناث و إبن الأثير و الإعدادية
و من فوق سمائها  الطيور و اللقالق 
و ملك الحزين كانت تطير
تعالي يا صبية 
على ضفاف  وادي سبوا
لازالت هنالك معلمة من تاريخ فرنسا المنسية ،
في مدينة باريس الصغرى
قنطرة فرنسية فوق ضفاف سبو معمرة قوية

أينما طرت يا صبية...
فهنالك سرد  من حكايات منسية
 هنالك عبق تاريخ مائة عام
قرن  مرصوص على تراب الترس و الحمري
أكيد هنالك حكايات و روايات منسية 
نعم يا صبية
نعم يا صبية ...
و تاريخ محوه بالتهميش 
و بألا مبالات و بالنسيان و التناسي
فعذرا يا مدينة باريس الصغرى  ،
 لقد محوا فيك التاريخ و الأصالة ...
و كان مولدك نسيا منسيا 
لكنك في ذاكرة المحبين 
أنت لازلت هنا عشق يسكر الحيارى
 و حب فينا لا يغشى
القهوة و الحب قد أبعدت الكرى... .
مني في هذه الليلة
و دونت بحبر دمي
 سلسلة كل ذكرى على ورق مقوى
قصصا مجلدات حب لا تعرف النسيان 
و لا أحد يستطيع لها محوا
المتعة أنني...
 تذكرت بكل حب
 تاريخ  باريس الصغرى .






Share To: