..............................
يزداد منحنى إنفاق الدول والحكومات لبناء قوى عسكرية ضخمة، وممارسة المناورات الحربية المتنوعة ضد العدوان المحتمل أو الحقيقي، من خلال تتبّع تحركات الجيوش الأخرى، والعناصر المسَلحة المجهولة عبر الكوكب..! بالرغم من ذلك لم تكن مُعظم البلدان مُهيأة لهجمات موجَات الفيروس الشبَح "كوفيد-19" الذي سبّب أضرار إقتصادية وسياسية واجتماعية ضخمة أحدثت مأساة بشرية كبرى،
لم تشهده الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية..! هنا لا أريد الخوض في تفاصيل "حرب الوبـاء" التي تم تداولها عبر منصّات التواصل والقنوات الرسمية..، لكن الأهم اليوم هو الحديث عن "العالم الجديد" الذي ظهر جلياّ نتيجة للوباء..! حيث يشير الإعلامي الأمريكي فريد.ز ، حول الإستجابة للوبـاء قائلاً يمكن أن يكون لأي صدمة كبيرة تأثيرات متنوعة، اعتماداً على حالة العالم في ذلك الوقت، وكيفية تفاعل البشر مع الخوف أو الإنكار أو التكيّف، في حالة الفيروس المستجد، تم فرض التأثير من خلال حقيقة أن العالم مترابط بشدة، وأن معظم البلدان لم تكن مُستعدة للوباء، وتم إغلاق العديد منها، حتى أغنى دول العالم..! بالإضافة إلـى تدهور المجتمعات والإقتصادات بطريقة غير مسبُوقة في تاريخ البشرية..! ربّما قد يستمر نبض الوبَـاء، حتى إذا تم القضاء عليه في أسواق اللقاحات..! فمن شِبه المُؤكد حدوث جائحات فيروسية جديدة لأمراض وحروب أخرى في المستقبل..! في حين البشر يمتلك رصيد معرفة وخبرة عن تداعيات سابقاتها، ويشهد ميلاد عالم جديد يُعرف بعالم ما بعد جائحــة كـورونــا...!
مما سبق ذكره يمكن إستخلاص دروس وعِبر ذات أهمية قصـوى
في دروب التنافسيَة واستدامة الإزدهار ورغد العيش نوجـز أبرزها:
- التأكد من ربـط حـزام الأمــان لحمايــة الكيـان الإنسانـي والمجتمعي.
- التركيز على النوعية بدل الكمية في تشكيلة الحكومات.
- ضمان توفير الأسواق لتأمين حاجيات ومتطلبات المواطنين.
- نشر ثقافة التواصل الفعّال بين الخبراء المختصين وفئات الشعب.
- توسيع أفاق الحياة الرقمية وتوظيف خدماتها في المجالات الحيوية.
- تمتين الروابط الإجتماعية بين كافة الكائنات البشرية.
- الإرتقاء بالمفهوم الإيجابـي لسلوكيات القطيع الواعـي.
- الحرص على الحدّ من تفاقم ممارسة اللاّعدالة وتهديدات اللاّمساواة.
- إستيعاب أكبر للأهداف الجيو-استراتيجية للعولمة التي لمْ ولنْ تنتهي.
- الإستعداد المُتكامل والشَامل للتعايش مع عالم ثُنائــي القطبيّة.
- زيادة الوعي بعواقب الوبـاء في تغيير مسار الحياة وصناعة المُستقبل
الأكيد أيضًا أنه سيكون عالم ما بعد الجائحة نسخة سريعة عن العالم السَابق من عدة جوانب، ولن تستمر الأحداث بشكل طبيعي، بل ستكون شؤون الحياة بعد الوباء مختلفة بالنسبة للبلدان والمؤسسات مهما عاد الإقتصاد والسياسة إلى طبيعتهما، وحتى الأشخاص.. كونهم مروا بتجربة مفاجئة غير عادية وصعبة، منحتهُم الإحساس بقيمة الفرص الثّمينة المُكتشفة حديثاً من طرف الجهات الذكيّة التي قد تؤدي إلـى إحداث ثورة فكرية علمية وإيديولوجية لأفاق التخطيط الإستراتيجي الثلاثة H1/H2/H3.
هذا ما يذكرنا ببعض التجارب والحِكم حيث كتب لينين “هناك عقود لم يحدث فيها شيء..! ثم هناك أسابيع تحدث فيها عقـود..!" بينما ويليام ماكنيل تساءل "لماذا تمكّنت أعداد صغيرة من الجنود الأوروبيين من الإنتصار بسرعة وتحويل دين ملايين الأشخاص في أمريكا اللاتينية..!" بأسلحة العدوى الفتّاكة من نمط خاص جدأ وفق التسلسل التاريخي لظهورها "مرض الجدري، الأنفلونزا الإسبانية، السارس، انفلونزا الطيور، الإيبولا، انفلونزا الخنازير، كورونـا... يُتبع... 2050" التي يتم التحكّم في إنتشارها على رقعة الشطرنج البشرية والحيوانية والبيئة العابرة للحدود الجغرافية الواسعة،،، ما تسبب في صدمات قويّة جدًا للنظام العالمي.! اليوم نحن بحاجة ماسّة إلى فهم عميق للمتغيرات والتحدّيات من أجل رؤية العالم الجديد الناشئ عن تراكمات ما بعد الجائحة...!
تقبلوا مني وافر التقدير والإحترام لجهودكم ووعيكم...🌾
الإستشَراف... نبض المُستقبل
Post A Comment: