الكاتب المصري إبراهيم الديب يكتب مقال بعنوان "مسافة في العلاقة"

من الأمور التي تحيرني كثيرا أنه إذا رغب شخص في  شيء وحرص على طلبه ومن ثمّ التمسك بصورة ملحة يفلت منه هذا الشيء... رأيت علاقات ناجحة انتهت لم تستمر بسبب حرص أحد طرفيها الزائد الملح المتواصل أن تستمر ، فتنهار  هذه العلاقه بسبب هذا الحرص الذي يتحول لقيد . ثم يكتشف هذا بعدها  هذا الشخص أن حرصه الزائد كان سبب انهيار هذه العلاقة عندما شعر  الطرف الآخر أنه لابد إذا فعل أى شيء أن يخبر به صديقه أولا وكأنه يستأذن منه ولم يدرى هذا الصديق أن النجاح في إستمرار العلاقة بين الطرفين هو المحافظة على المسافة بينهما ...كان يظن من يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شئون صديقه أن هذه: عوامل الإستمرار ولم يدري أنها أسباب فساد العلاقه... الإهتمام المبالغ فيه لا يفضله الكثير من الناس لأنهم يرونه قيد على حريتهم .

حتي النوم وحدث ذلك معي شخصيا إذا أخذت أفكر  في أنه تأخر عن ميعاده المعتاد  في بعض الليالي ثم انتظرته يأتي يفلت مني  وكأنه يقول لي طالما تطلبني لن اتيك الليله الا برغبتي. وأتساءل  لماذا  إذا حرصنا علي شئ  ونتمناه يفر ويفلت من بين أيدينا ثم نحاول مرة أخرى ثم تبوء كل المحاولات بالفشل. تذكرت نظريه قديمه أنك طاردت شئ  سيهرب ويفر منك لأنه سيكون متوجس منك خيفه كذلك أولادنا وعلاقتنا مع الآخرين يجب أن  نحافظ على المسافة التي لا يشعر معها الشخص بالقيد ل، قد نبالغ نبالغ حرصاً على استمرار العلاقة ولكنها عوامل انهيارها دون أن ندري نطلب الشيء برفق فما هو مقدر لك سياتيك بعزة النفس وما لم يكن لك فهو لم يكتب من الأساس..