أيها القارئ الكريم حدثتك فى الجمعة الماضية عن بعض ما اختص الله تعالى به نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وذكرت لك منها أن الله تعالتفسيرى اختصه بإنزال القرآن الكريم عليه دون غيره من الأنبياء والمرسلين مع كونه خالدا محفوظا
واليوم بإذن الله تعالى أحدثك عن خصوصية أُخرى وهى خصوصية الإسراء والمعراج
راجيا من الله الاستقامة وعدم الاعوجاج لعلى أصل بدعوتى إليك إلى الرضا والثقة فى مِنح الوهاب بعد الضيق وغلق الأبواب
بأنه يوجد باب مفتوح لمن يرجو رحمة ربه الوهاب لمن أُغلقت دونه الأبواب
وإليك جانبًا من الحقيقة التى اعتقد الحاقدون أنها وهمٌ وسراب 
إسراء ومعراج
وممّا اختُص به رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معجزة الإسراء والمعراج انظر الخصائص الكبرى للسيوطى 
أُسرى ببدنه وروحه يقظة من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى وهو ببيت المقدس فى جنح الليل،ثم عُرج به إلى سدرة المنتهى ثم إلى حيث شاء الله عز وجل ورجع إلى مكة من ليلته صلى الله عليه وسلم وأُكرم فى هذه الآية العظيمة بكرامات كثيرة منها..تكليمه ربه عز وجل وما رأى من أيات ربه الكبرى ليكون حديثه لأمته حديث من رأى ومن سمع وفرض الله الصلوات عليه لعُلو منزلتها وقدرها ومنزلة وقدر من فرضت عليه وعلو وقدر أُمته وإمامة الأنبياء فى بيت المقدس فدل ذلَك على خصوصيته على سائر الأنبياء 
وقد ثبت الإسراء بالقرآن والسنة قال تعالى (سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلࣰا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِیَهُۥ مِنۡ ءَایَـٰتِنَاۤۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ) الإسراء١
ومن السُنة ما روى أنه عند مروره صلى الله عليه وسلم على عِيرٍ لقريش نفر أحدها فأرشدهم النبى صلى الله عليه وسلم علىَ مكانه وقد أخبروا أهل مكة المكرمة بذلك ذكره صاحب الروض الآنف
وقد كان الإسراء فى السنة التى قبل الهجرة، وروى الحاكم أن الإسراء كان قبل الهجرة بستة عشر شهراً
أسبابه
١/جاء الإسراء تخفيفا لآلامه صلى  الله عليه وسلم وأحزانه بسبب الأذى الذى لحق به  
و إعلاءً لشأن النبى صلى الله عليه وسلم وإكراما له
٢/الإيناس للنبى صلى الله عليه وسلم والتسلية له والتعريف بمنزلته عند الله تعالى وتعويضه صلى الله عليه وسلم من الرحيم الرحمن بالرحمة التى ضن بها فى الأرض الإنسان 
وعلماء السيرة اختلفوا فى زمن الإسراء لكنهم اتفقوا فى وقوع الحدث وأن الإسراء كان بالروح والجسد ولو كان الإسراء بالروح أو الرؤيا المنامية ماكان يحدث كل ذلك الاعتراض ممن يشككون فى الحدث لأنهم أنفسهم يرون الأعاجيب فى المنام وهم يعلمون أن ما رأوا ليس بحقيقة قال تعالى (وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ ۝١ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ ۝٢ وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ ۝٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡیࣱ یُوحَىٰ ۝٤ عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ ۝٥ ذُو مِرَّةࣲ فَٱسۡتَوَىٰ ۝٦ وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ۝٧ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ ۝٨ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَیۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ ۝٩ فَأَوۡحَىٰۤ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَاۤ أَوۡحَىٰ ۝١٠ مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ ۝١١ أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا یَرَىٰ ۝١٢ وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ ۝١٣ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ ۝١٤ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ ۝١٥ إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ ۝١٦ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ۝١٧ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ ١٨ النجم
ومما اختص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم أنه رأى سيدنا جبريل عليه السلام مرتين مرةً فى الأرض ومرةً عند سدرة المنتهى ذكره صاحب زاد المعاد  وذكره البخارى فى صحيحه
من مظاهر التكريم فى رحلتى الإسراء والمعراج إمامته صلى الله عليه وسلم للأنبياء ورؤيته لسيدنا جبريل عليه السلام 
ورؤيته لربه تبارك وتعالى 
وأنبه القارئ الكريم إلى أن يلتزم الأدب مع الله فلا يخوض فى تفاصيل الرؤيا وليعلم أن الله لا يحيطه مكان بل وسع كرسيه السموات والارض وأنه غير مُجسد كبقية الخلق لأن الله ليس كمثله شئ
من جوانب الموعظة والقدوة الحسنة فى رحلتى الإسراء والمعراج 
أولا /الرحلة كانت بعد عناء وشدة فكانت بمثابة المكافئة على الصبر على تحمل المشاق ليعلم المخلوق المؤمن أنهُ فى معية الخالق وان بعد العسر يسرًا قال تعالى( فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا ۝٥ إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرࣰا ۝٦ الشرح
وقال تعالى ( سَیَجۡعَلُ ٱللَّهُ بَعۡدَ عُسۡرࣲ یُسۡرࣰا) الطلاق٧
ثانيا/المشاهد التى رأها رسول الله صلى الله عليه وسلم لها دلالات عظيمة منها 
١/تعظيم ما عظم الله ومن ذلك تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته وشريعته وأن ما أوحاه الله لرسوله فى الرحلة لم يقتصر على السماع كبقية الأنبياء والمرسلين ولكنه كان وحيداً لمن رأى ومن سمع
٢/مكافأة المحسنين ومعاقبة المفسدين 
٣/التجنى على الله ورسوله من بعض الناس بالكذب على الله ورسوله بدعوى الرؤى والإلهام من الله مع أنى لا أنكر الرؤى الصادقة وهبة الله لبعض خلقه لكنى أنكر الكذب على الله ورسوله فليتق الله كل من كذب على الله ورسوله 
٤/علىّ المسلم أن يختار ما يرضى الله ولايختار ما يرضى نفسه لأن مايرضى الله يؤهل العبد لئن يحظى بالحسنيين انظر كيف اختار النبى صلى الله عليه وسلم اللبن وترك الخمر فعصم الله أمته من الغواية هذا وإن كان في الأجل بقية فالحديث موصول مع خصائص سيدنا الرسول وإن كانت الأخرى فالغفوعند الله مرجو ومأمول






Share To: