****************************
كان شاعر اليمن الأكبر عبدالله البردوني-رحمه الله-  (1928م – 1999م) صوتاً شعرياً مدوّياً ومتفرداً على الساحة اليمنية والعربية. وكان حضوره منذ قصيدته(أبوتمام وعروبة اليوم)- التي ألقاها في المربد – يمثل الوجه الحقيقي والناطق الرسمي لليمن، ومازالت قصائده التي يتداولها اليمنيون تشكّل لهم غذاءً روحياً ،ودواءً ناجعاً في أتراحهم وأفراحهم.ولو كان البردوني حاضراً بيننا اليوم ورأى مآسي الحرب في اليمن التي شنّها أمراؤها ومليشياتها المتعددة منذ سنة2015م، وحتّى كتابة هذه السطور ، والحرب لم تنته بعد، لقال عشرات القصائد، وجَلَدَ بسوطه وصوته أولئك الذين أشعلوا الحرب في اليمن أياً مَنْ كان؛ لأن البردوني – وهذا مايميّزه – شاعر مستقّل لاينتمي إلى أي جماعات حزبية أو طائفية أو جهوية. كان الشاعر الأوحد الذي لايخشى في الحق لومة لائم، لقد كان شعره صدى لكل أبناء اليمن شمالاً وجنوباً. وظلّت قصائده تمثّل تراث اليمن في العصر الحديث.
إن البردوني صنع مجد القصيدة في اليمن والوطن العربي، فهو يحيك قصائده وفق هندسة معمارية تجعل القارىء أو الباحث متأمّلاً في إبداعية هذا الشاعر، فهو يضع بين قصائده،الفاصلة،و علامة الاستفهام، والتعجب، والفاصلة المنقوطة، والأقواس،وما إلى ذلك لتعطي لنا أبعاداً دلالية، وإيحاءات دراماتيكية، وكأننا أمام مشاهد سينمائية. والبردوني يمثّل معنى الإنسانية في شعره بكل أبعادها.
قال عنه الناقد الكبيرالأستاذ الدكتور الطاهر أحمد مكي(1924م – 2017م):( في البردوني شموخ المتنبي وكبرياؤه فناناً، وإنسانية المعري وفلسفته، وزهده، وتعاليه إنساناً على دنايا الحياة وتوافهها، وأخذ من ابن الرومي سخريته المريرة،يواجه بها زيف الحياة في أيامنا، وما أكثر هذا الزيف وأقساه وأمره في عالمنا العربي، إنه مزيج رائع من هذه القمم التي يفخر بها الأدب العربي في مختلف عصوره، وأعيذك أن تظن أنه قلّد في شعره كل واحد منهم في جانب من هذه الجوانب التي أشرت إليها،لا، ذلك شيء لايرد على الخاطر، وما أريد أن أقوله إن نيران الأحداث التي أصطلى بها، وأنضجت عبقريته، وصفّتها من أدران الطراوة والتردد والنفاق – وهو أشد الأمراض خطورة وتأثيراً بين المثقفين العرب، والنابهون منهم أشدهم ترتيلاً- جعلت مزاجه على النحو الذي ألمحنا إليه، إحساسه بقيمته شاعراً، ومشاركته مواطنيه آلامهم إنساناً، وتوظيف الفكاهة في النقد حين تكون ألذع وأقسى من الجدية.
أما في تشكيله الشعري فهو أمة وحده،لامثيل لها فيما سبق من شعرنا العربي، ولا بين معاصريه، ولا أحكم على المستقبل،لأنني لا أفقد الأمل في أمتي وعبقريتها، رغم طوفان الزيف الباطل الذي يتفشّى واقعنا الأدبي بعامة والشعر بخاصة، فلعل الله يبعث لنا بردونياً آخر على رأس المئة القادمة إن شاء الله. البردوني يصب إبداعه في قوالب شعرنا العريق: عروض الخليل وقوافيه، ولكن هذه لا تحول بينه وبين أن يفيد من أدق تقنيات النقد الحديث، فتجد في قصائده تعدّد الأصوات، والقصة، والرمز، والأحلام، وتتناثر الحكمة عبر أبياته كأنما هو زهير بن أبي سلمى بعث بيننا من جديد. ولأنه متمكن من لغة قومه، فهو صاحب مذهب فرد في الصياغة، لايخرج به عن القواعد، ولكن يذهب بها إلى ماهو أبعد من العادي المألوف، فيخيّل إليك أنه يشتق أفعالا جديدة، ويصوغ مشتقات غير معهودة، وأنك معه تقرأ عربية مستحدثة، وإن كانت تضرب بجذورها في أبعد أعماق التاريخ).(1)
إذن عبدالله البردوني يُعدّ زعيماً حداثياً للقصيدة البيتية أو الكلاسيكية في الشعر العربي الحديث. يقول عنه الشاعر والناقد الكبير الأستاذ الدكتور علي جعفر العلاق:( أخذ البردوني القصيدة العمودية من أفقها المهيب وجماليتها الرصينة ليضعها في الصميم من سجالات الحداثة الشعرية وانهماكاتها الأرضية وسخريتها البذيئة وعبثها العميق، وهو ما لم يفعله من قبل شاعر عربي يكتب القصيدة على الشكل التقليدي إلاّ في القليل النادر جداً. لقد صارت هذه القصيدة تعاني على يديه الأمرّين، فهو يقحمها على الدوام فيما لم تعهده من موضوعات وما لم تتسع له من أساليب وانفعالات وصور واستعارات وبذاءات أحياناً.
قصيدة البردوني لم تعد، في الكثير من نماذجها تنتمي إلى ذلك القالب الشعري الجاهز الذي يتحكّم بالشاعر ويوجه مسارات القول ومآلات الدلالة لديه، كما يحصل لدى الكثيرين من كتاب هذا النمط الشعري. بل هي قول شعري يهبط من عليائه القديم إلى أرض الراهن والذي يتشكّل ليفترس الحياة ويعيث فيها تخريباً وإثارة وجمالاً. جاءت قصيدة البردوني على العكس من نماذج القول المألوف من القصيدة العمودية، في ثياب ترابية جهمة موحلة، أحياناً، وفي حالة من البشاشة التي تصل في أحياناً أخرى، إلى حدود المرح الجميل، أو السخرية المشوبة بالإحساس العالي بالفجيعة. وتشكّلت بنية هذه القصيدة، عروضياً او إيقاعياً، من استخدام يبدو في الكثير من قصائد الشاعر كأنه عبثٌ شعريٌ محض، لكنه عبث المقتدر، خالياً مما في ورشة القصيدة العمودية أحياناً من قصدية تُفرغُ الموهبة من حدّها الضروري من الفطرة الواعية، ومن تكلّف لباروكات لغوية ليست من دعائم الكتابة الشعرية، أو من تصيّد للقوافي، يجعل منها شاغلاً شكلياً، ينسينا لذة البوح وتوتّر النفس.
وهذا كله لم يسلم البردوني إلى خضوع فجّ لما تُمليه عليه جماليات القصيدة القديمة من آليات ونمنمات بحكم تقادم العرف وسطوة الذاكرة لا مصهر الواقع وانهياراته.) (2)
البردوني يكتب القصيدة الكلاسيكية الحداثية بكل أبعادها ومضامينها وجماليتها، حتّى التشكيل الموسيقي هو ديدنه الأساسي الذي لاينفك عنه أبداً. والموسيقى في شعر البردوني ركيزة أساسية، فهو الذي يحدّد نوعية البحر والقافية، وفقاً لموضوعية و نوعية القصيدة عنده.
(يتضح في شعر البردوني قدرته على التفنن في اللغة والأوزان الشعرية التقليدية.
إن استخدام البحور يعكس صورة عن موضوع القصيدة وعن نفسية الشاعر، فنجد في البحور الطويلة مجالاً رحباً للتعبير عن التجارب الذاتية العميقة، وهذا ما يتضح في الكثير من قصائد البردوني، التي تأخذ طابع حوار الذات، ويستخدم هذه البحور؛لأنه يجد فيها نوعاً من القدرة على تفريغ ما في داخله، فضلاً على إحساسه بالحرية والمجال للتعبير عن ما يجول في نفسه من أفكار، وإحساسه أنه ذو تجارب ورؤى وأفكار عميقة.)(3)
(ويرى بعض الدارسين أن للبحر علاقةً وطيدةً بموضوع القصيدة ذلك أن المعاني المختلفة تفترض بحوراً مختلفة ولهذا يجب في صناعة الشعر اختيار البحر المناسب للمعنى المناسب،وأدى هذا إلى قول يرى صلة أكيدة بين طبيعة المعاني وطبيعة الأعاريض الشعرية... حتى أن تسمية البحور مشتقة من صفاتها طولاً أو انبساطاً،أو خفة او انسراحاً وسهولة واضطراباً... وقد فطن الجاهليون بفطرتهم إلى أنه لابد في الإيقاع من موافقة المعاني في حركاتها النفسية من دون أن يبتغي الوزن كذلك. وهذا يعني أن للبنية الإيقاعية أو الوزن له علاقة وارتباط بالدلالة والمعنى المراد.) (4)
بحر المتدارك في شعر البردوني
####################
لماذا بحر المتدارك في شعر عبدالله البردوني؟
البردوني نظم على أكثر بحور الشعر العربي المعروفة، وخصّص لكل بحر مجموعة من القصائد. وبحر المتدارك يعدّ من أهم البحور الشعرية عند البردوني؛ لأنه أكثر الشعراء اليمنيين استخداماً للقصيدة البيتية له؛ ولأنه – أيضاً – استخدم هذا البحركاملاً ومجزؤاً ومنهوكاً، ومجدّداً له. وقبل أن أشرع في ذكر القصائد التي نظمها البردوني على هذا البحر، هذه إلمامة قصيرة عن بحر المتدارك.
بحر المتدارك هو البحر السادس عشر الذي أكتشفه الأخفش الأوسط المتوفّى (215هجرية)، والحقيقة أن هناك خلافاً كبيراً حول الباحثين المحدثين في مقولة كلمة(تدارك) بمعنى هل – فعلاً- الأخفش تدارك هذا البحر عن الخليل؟ رغم أن هذا البحر موجود في دائرة الخليل الخامسة المسماة(دائرة المتفق) والتي يوجد بها بحر المتقارب. ولمناقشة هذا الموضوع وأهميته ،أقتطف من دراسة – بتصرف - للأستاذ الدكتورمحمد عبدالمجيد الطويل بعنوان( أسطورة تدارك الأخفش للبحر المتدارك). يقول الدكتور محمد عبدالمجيد الطويل:( تشيع في بعض العلوم شائعات غير صحيحة، يلقيها أحدهم مرة، غير ملق لها بالاً، وسرعان ما يتلقّفها الناس، ويتوارثونها خَلَفاً عن سلف، جيلاً وراء جيل، غير مبالين بمدى صدقها أو كذبها، ودون اهتمام بالبحث عمن أطلقها، المهم أن تُرْوَى، ما دام أن فلاناً أو غيره رواها، وهكذا من قلّد عالماً لقى الله سالماً...
من هذه الشائعات التي قابلتني في بداية حياتي الجامعية، مقولة أن الخليل جمع أوزان الشعر العربي، فوجدها خمسة عشر بحراً، وأن الأخفش تدارك عليه البحر السادس عشر، ولذا أطلق عليه لقب المتدارك أو المحدث...
وهذه المقولة تتردد في بعض كتب العروض القديمة، وفي كل كتب العروض المحدثة. دون أن يكلّف أحد من المؤلفين مئونة التثبّت من صدقها، أو البحث عمن أطلقها.
والشائعة مرفوضة ينسفها واقع دوائر العروض نفسه؛ لأن فكرة الدوائر عند الخليل قائمة على الفك من الوتد أو السبب، والمتقارب تفعيلته فعولن //O/O والمتدارك عكسه فاعلن /o//o= لُن فعو. أما الخليل لم يذكره فهذه حقيقة؛ لأنه ليس لديه شعر عليه،وحتى اليوم بعد الخليل بقرون ليس لدينا شعر جاهلي أو إسلامي أو أموي على هذا المتدارك، لكن نظام الدائرة – كما قلنا- يثبته، فلعل الخليل عدّه مهملاً، وكل دوائر فيها هذا وذاك، المستعمل والمهمل.
فلعل الخليل عدّ البحر محدثاً، فلم يذكره ولم يعتد بنظمه عليه؛ لأنه محدث. وعلى هذا فالشق الأول من القضية صحيح، الخليل لم يذكر المتدارك، لكنه موجود في دائرته، وبخاصة أن هذه الدائرة ليس فيها سوى بحر واحد هو المتقارب...
ونأتي إلى الشق الثاني: هل تداركه الأخفش؟.. وإذا لم يكن هذا صحيحاً فمن تداركه، ومن ألقى هذه الشائعة إلى الناس؟..
ونقول: إن الأخفش لم يتدارك، ويؤيدنا في هذا شيئان، أولهما كتاب العروض للأخفش فقد عُثر عليه مؤخراً وليس فيه أي إشارة إلى هذه القضية لا من قريب ولا من بعيد مع أن في الكتاب أشياء خالف فيها الأخفش أستاذه الخليل، أو استدركها عليه، أو رفضها ، لكن لاذكر لهذا التدارك).(5)
إذن بحر المتدارك يأتي ضمن إطار الدائرة الخامسة المسماة ب(المُتّفِق). والتي تضم أيضاً بحر المتقارب.
وسبب التسمية:( سمّيت هذه الدائرة بهذا الاسم؛ لأن أجزاءها متفقة، فهي خماسية كلها؛ أي أنها تتألف من تفعيلات خماسية مكرّرة:( فعولن، فاعلن).(6)
أما عن الصيغة العروضية لهذا البحر فيتكوّن من صيغتين: تامّاً ومجزؤاً.
نظم الشاعر عبدالله البردوني على هذا البحر(المتدارك) ثلاثاً وعشرين قصيدة موزّعة في دواوينه على النحو التالي:
(1)قصيدة(تائه) ديوان من أرض بلقيس(الأعمال الكاملة ج1 ص191مطلعها:
تائهٌ كالجنونْ&&&& خلف ما لايكونْ
تائهٌ كالرجا&&&& في زوايا السجونْ
نلاحظ أن البيتين يسيران على تفعيلة (فاعلن فاعلان) وجاز لي- كما أرى- أن أسمّيه المتدارك المنهوك.
(2)قصيدة (لاارتداد) ديوان في طريق الفجر(الأعمال الشعرية الكاملة ج1 ص399 مطلعها:
الدّربُ شياطينٌ فرْحَى&&& زُمَرٌ تَهذي مَرْحى مَرْحى
وتَخوضُ الدّربَ فتسلبُه&&& رؤياهُ أَعْيُنَهُ القَرْحَى
(3) قصيدة(آخر جديد) ديوان مدينة الغد(الأعمال الشعرية الكاملة ج1 ص484 مطلعها:
مولاتي،يا أحلى الأحلى&& عندي لك،أخبارٌ عجلى
قالوا عن (حُوريّة) امتلأت&&فتناً،أغلى مافي الأغلى
(4) قصيدة(أُمٌّ في رحلة) ديوان مدينة الغد(الأعمال الشعرية الكاملة ج1 ص515 مطلعها:
هل هذا طفلك؟واقتربت&&كالطفل تُناغي،وتُنادي:
طفلي، هل أعجب سيدتي&&حلو،كهدايا الأعياد
(5) قصيدة( صنعاء والموت والميلاد) ديوان لعيني أم بلقيس(الأعمال الشعرية الكاملة ج1 ص580 مطلعها:
وُلدتْ صنعاءُ بسبتمبر&&كي تلقى الموت بنوفمبرْ
لكن كي تولد ثانية&& في مايو او اكتوبرْ
(6) قصيدة( في بيتهاالعريق) ديوان لعيني أم بلقيس(الأعمال الشعرية الكاملة ج1 ص593 مطلعها:
مَنْ؟..قلتُ:أنا يا غَزّولهْ&&أهلاَ بحروف مشلولهْ
أهلاً..! في لهجة قاتلةٍ&&تخشى أن تُمسي مقتولهْ
(7) قصيدة(يمني في بلاد الآخرين) ديوان لعيني أم بلقيس(الأعمال الشعرية الكاملة) ج1 ص607 مطلعها:
من أين أنا؟ مَنْ يدري&&أوَليست لي جنسيّهْ؟
نَسَبي راياتٌ حُمْرٌ&&وفتوحاتٌ ذهبيّهْ
فَعْلُن/فَعِلُن/فَعْلُنْ/فَعْ
البردوني استخدم هذه التفعيلة(فَعْ) حذف الحرف الثالث والرابع من(لُنْ) وهذه من تجديداته. والقصيدة كلها تسير على هذا النهج.
(8) قصيدة(الفاتح الأعزل) ديوان لعيني أم بلقيس(الأعمال الشعرية الكاملة)ج1ص634 مطلعها:
ساهٍ.. في مقعده المهملْ&& كسؤال ينسى أن يسألْ
كحريق يبحث عن نار&& فيه عن وقدته يذهلْ
(9) قصيدة(ساعة نقاش مع طالبة العنوان) ديوان لعيني أم بلقيس( الأعمال الشعرية الكاملة)ج1ص642 مطلعها:
-أهلاً.. أتريدينَ العنوانْ؟&&مهلاً أرجوكِ..لماذا الآن؟
لاأدري الساعة..أين أنا&&أومااسمي..أومِنْ أي مكانْ
نلاحظ في البيت الأول(مصرّعاً) بزيادة(حرف النون الساكن)
فعلن فعلن فعلن فَعْلان
(10) قصيدة(لص تحت الأمطار) ديوان السفر إلى الأيام الخضر(الأعمال الشعرية الكاملة)ج1ص655مطلعها:
الليلُ خريفيُّ أرعن&& يَهمي..يدوي..يرمي..يَطْعنْ
بستلّ حراباً مُلهبةً&& يستلقي كالجبل المُثخَنْ
( 11) قصيدة(هاتف.. وكاتب) ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل(الأعمال الشعرية الكاملة)ج1ص757 مطلعها:
اُكتبْ..لاتَتَعطّلْ&&& ما أقسى..أن أفعلْ
صارت كفْي، رجْلاً&&& ما جدوى،أن تَكْسَلْ
وهذه صورة المتدارك ناقصاً.
(12) قصيدة ( وجه الوجوه.. المقلوبة) ديوان زمان بلا نوعية(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص830 مطلعها
الرقمُ العاشرُ كالثاني&& الواحدُ ألْفٌ، ألفانِ
وسوى المعدود،كمعدود&&وسوى الآني،مثل الآني
(13) قصيدة(للقاتلة.. حباً) ديوان زمان بلا نوعية(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص863 مطلعها:
حِدّي سكيناً حِدّي&& عُنُقي أغلى ما أُهدي
أرجوكِ احتزّي عُمري&&أضحى شيئاً لايُجدي
نلاحظ استخدامه تفعيلة(فَعْ) السالفة الذكر
(14) قصيدة(السلطان.. والثائر الشهيد)ديوان زمان بلا نوعية(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص908 مطلعها:
أُسكنْ كالموتى يا أحمقْ&&نَمْ.. هذا قبرٌ لاخَنْدقْ
لافرقَ لديكَ؟ نجوتَ إذنْ&&واخترتَ المتراس الأوثَقْ
(15) قصيدة( خاتمة ثورتين) ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص939 مطلعها:
ياسبتمبرْ،قُلْ لاكتوبرْ&&كلٌّ منّا أمسى في قَبْرْ
بين القبرينْ،نحو الشبرين&&أترى الحفّار أطال الشّبْرْ
البردوني يقول عن هذه القصيدة إنها(على إيقاع الهزج الشعبي) ص6 ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار.مطبعة الكاتب العربي- دمشق.
لكنّ القصيدة-في الحقيقة- تسيرعلى بحر المتدارك،مع تقفية السطر الثاني(بين القبرينْ، نحو الشبرينْ) وفيه زيادة تفعيلة فعلان(بين القبرين)(فَعْلَنْ فعلان).
(16) قصيدة( حوارية الجدران..والسجين) ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص999 مطلعها:
هيّا ياجدرانَ الغرفهْ&&& قُولي شيئاً: خبراً طُرفهْ
تاريخاً منسياً،حُلُماً&&& ميعاداً،ذكرى عن صُدفه
17) قصيدة( قراءة في كف النهر الزمني) ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص1032 مطلعها:
هَلْ هذا الجاري مفهومْ؟&&يبدو مجهولاً، معلومْ
صنعانيّاً من (روما)&& أمريكياً من(مخزومْ)
نلاحظ استخدامه تفعيلة(فع) السالفة الذكر.
(18) قصيدة( حوار فوق الزلازل) ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص1099 مطلعها:
مَنْ علّمها الرقصَ النّاري؟&&هل رنّحها العشقُ الضاري؟
فغلَت من كل جوانحها&&ودوَت: ضُجّي يا أوتاري
(19) قصيدة( زائر الأغوار)ديوان رواغ المصابيح(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص1230 مطلعها:
مَنْ ذا،كالإيهام المُنْبي&& مَنْ ذا يُصبيهِ ومَنْ يُصبي؟
يُفشي كتنهّد عاشقةٍ&& يستغلقُ كالسرّ الحربي
(20) قصيدة( تحقيق إلى الموتى والأجنة) ديوان رواغ المصابيح(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص1253 مطلعها:
يا من تُدعى القرن العشرينْ&&الليل دمٌ واليوم طَعينْ
هل فيك عسى ومتى وإلى&& الوقتُ يحينُ وليس يحينْ؟
(21) قصيدة( على باب المهدي المنتظر) ديوان جوّاب العصور(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص1449 مطلعها:
مَنْ يدعو هل زمني أوْمض&&نهض(الدّجّال)، سُدىً تنهضْ
روّضْتُ الريحَ لأسبِقَهُ&&وّغدا السبّاق، فما روّضْ
(22) قصيدة (مناظرة.. في حوّامة العيد) ديوان رجعة الحكيم بن زائد(الأعمال الشعرية الكاملة)ج2ص 1686 مطلعها:
إن كًنْتَ العيدَ،فأين العيدْ&&اليوم المبتكرُ الغرّيدْ
وصبايا اللّحظات المَلأى&& كربيعٍ كحّلهُ التّسهيدْ
تصريع البيت الأول(فعلان) ومع القافية كل القصيدة(فعلان)
(23) قصيدة( أميرة تحت سيف العشيرة) ديوان رجعة الحكيم بن زائد( الأعمال الشعرية الكاملة) ج2ص1747 مطلعها:
الزّفّةُ صامتةُ الرّوْعَهْ&& والأعينُ صايحةُ الجَوْعَهْ
والزّغردةُ الوَلهى تَنْوي&& أنْ تعصيَ مرسومَ الهَجْعَهْ
خلاصة القول: جاءت قصائد الشاعر الكبير عبدالله البردوني على بحر المتدارك في أحد عشر ديواناً على النحو التالي:
1-ديوان من أرض بلقيس
2-ديوان في طريق الفجر
3-ديوان مدينة الغد
4-ديوان لعيني أم بلقيس
5-ديوان السفر إلى الأيام الخضر
6-ديوان وجوه دخانية في مرايا الليل
7-ديوان زمان بلا نوعية
8-ديوان ترجمة رملية لأعراس الغبار
9-ديوان رواغ المصابيح
10-ديوان جوّاب العصور
11-ديوان رجعة الحكيم بن زائد
أما ديوان(كائنات الشوق الآخر) لم ينظم عليه الشاعر أي قصيدة على بحر المتدارك.
عند قراءتي للأعمال الشعرية الكاملة للشاعر عبدالله البردوني اكتشفتُ أنها مازالت أرضاً بكرة، لم يرتادها الباحثون الدارسون المتخصّصون. أتمنى أن تتاح لي فرصة أخرى، وأن أخرجها للنور.
المراجع:
&&&&&
(1)عبدالله البردوني حياته وشعره. تأليف :أحمد عبدالحميد إسماعيل
تقديم:د/ الطاهرأحمد مكي ص10. الناشر مركز الحضارة العربية1998م.
(2)عبدالله البردوني.. الشاعر البصير.تأليف: مجموعة من الكتّاب ص118و119و120.مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية الطبعة الأولى2019م.
(3)الحوار في شعر عبدالله البردوني.د/ نوفل حمد الخضر الجبوري ص212و213 الطبعة الأولى2011م عمّان. دار غيداء للنشر والتوزيع2010
(4)بنيان الأسلوب في قصيدة  مآتم وأعراس لعبدالله البردوني(رسالة ماجستير) نبيل بومصران ص33. كلية الآداب واللغات(قسم اللغة والأدب العربي) جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية السنة الجامعية2010م/2011م جامعة قاصدي-مرباح ورقلة.
(5)انظر دراسة(أسطورة تدارك الأخفش للبحر المتدارك) د/ محمد عبدالمجيد الطويل ص5و6و7 منشور على النت.
(6)مقال(شرح دوائر الخليل بن أحمد الفراهيدي) عبدالحميد ضحا. شبكة الألوكة الأدبية واللغوية.
أمين المَيْسَري
شاعرٌ وناقدٌ وإعلاميّ من اليمن.






Share To: