من الأسئلة التى وجدت تكرارها من بعض الذين ألحدو تقع فى نطاق التعريف بين الخير أو الشر المطلق أو ما كانت تسمية الديانات القديمة النور و الظلام، فيقول الطفل الذى يولد مصاب بالسرطان و يعذب به ما ذنبه فيما يحدث له فهو من وجهة نظرهم ظلم وقع عليهم من ( فلا يمكن أن يكون الخالق ظالم وفقا لمفهومهم عن الظلم) و هذا القول تحديدا يردده الكثير من الملحدين فهم يروا أن الأمور الخلقية لابد أن تخضع للعدل وفقط المفهوم الإنسانى المحض، و فى المقابل يجد هؤلاء أن بعض أصحاب الديانات يتحدثوا عن العدل المطلق للإله أيضا وفق مفهوم انسانى مثل قول بعضهم فى الديانات أن العدل متساو فى الدنيا تماما مثل ما تم تسميته بنظرية الأربعة و عشرين قراط و التى تقول إن كل البشر قد تم مساوتهم و لكن بأشكال مختلفة أحدهم بالصحة و أحدهم بالمال وٱخرين براحة البال، لكن هذا القول أيضا غير مصيب لأنه يعجز فى تفسير الفرق بين الفقير الدميم المريض و فى المقابل الغنى القوى الوسيم فكيف يمكن أن تفسر أن الاثنين متساويين فى العطاء و الحقيقة أن الطرفين قد نظر إلى المشيئة الإلهية وفق مفهوم إنسانى ضيق، لكنه ليس وفق مفهوم إلهى جعل الدنيا دار ابتلاء و الآخرة هى الجائزة و هو ما جعل الإبتلاء جزء أساسى من الإختبار و معه لا تصلح مفاهيم العدل بالمفهوم الإنسانى فهو مفهوم قاصر،
و اكبر مثال على ذلك هى قصة الخضر و أفعاله بالمفهوم الإلهى و التى لم يتحملها موسى بالمفهوم الإنسانى البحت و الذى ينظر إلى ظاهر الفعل و تلك مقارنة أرادها الله للتدليل على أن باطن الفعل الشرير قد يحمل وجه الخير فى الحقيقة
و قد عبر قديما عن هذه الثنائية بما أطلق عليه المثنوية مثل الديانة المانوية فى الهند و بدرجة مختلفة فى الديانة الزرادشتية فى بلاد فارس و التى سأعرض فى المقال القادم شرح بسيط لهم من زاوية الخير و الشر فى المقال القادم.
#علاء_عبد_الستار
Post A Comment: