قال عليه الصلاة والسلام الحَيَاءُ لايَأْتِى إِلا بِخَيْرٍ
والحياء هو انقباضُ النفسِ وابتعادُها عما يُذَمُّ فعله فصاحب الحياء لا تراه إلا حَسَنَ الخُلُق عفَّ اللسان كريمَ السجايا والخصال فالحياء يمنع الإنسان من فعل القبائح والآثام ويقوده إلى المكارم والفضائل أما من عُدِمَ الحياء فلا يردعه رادع عن اقتراف المعاصي وارتكاب الرذائل والحياء أنواع عديدة منها
1ـ الحياء من الله تعالى وهو أعظم أنواع الحياء ويكون الحياء من الله بتعظيمه وإجلاله واستحضار مراقبته فيؤدي به ذلك إلى الحرص على مرضاة الله تعالى وفعل ما يحبه الله والاجتناب عمَّا يسخطه
ويقود ذلك إلى تحقيق مقام الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك
2ـ الحياء من الناس بأن يحسن التعامل معهم ويبتعد عن الإساءة إليهم
3ـ الحياء من النفس فمن كان عنده وازعٌ نفسيٌّ يراقب نفسَهُ ويحاسبها ويستحي من فعل القبائح فهو أجدر بأن يستحي من غيره قال بعض الحكماء حياةُ الوجهِ بحيائِه كما أنَّ حياةَ الغَرْس بمائِه
و من كسا الحياءُ ثوبَه لم يرَ الناسُ عيبَه
فالحياءُ خصلةٌ عظيمة وخُلُقٌ كريمٌ نبيل يَحُول بين فعل المحرمات والمنكرات وهو الطريق إلى فعل الفضائل والطاعات
فمَنْ عَظُمَ حياؤه كَثُرَ محبُّوه وقلَّ أعداؤه، أمَّا مَنْ قلَّ حياؤه فسيقلُّ محبُّوه ويكثر أعداؤه وقيل لا وفاء لمن ليس له حياء وفي وصف موسى عليه السلام أنه كان حيياً ستّيراً، حتى كان يستر بدنه، ويستحيي أن يُظهر مما تحت الثياب شيئاً مما ليس عورة، وبسبب ستره الزائد آذاه بعض بني إسرائيل في أقوالهم، فقالواما يبالغ في ستر نفسه إلا من عيب في جسمه وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً.
Post A Comment: