بداخل البطولة العربية المقامة في قطر عدة رسائل أولها استعادة الروح العربية التي غابت بسبب ما ران وتراكم عليها من خلافات ألقتها على المنطقة أحداث السياسة الدولية، والتي  بدت منطقتنا الشرق أوسطية مثل ملعب تتصارع عليه القوى الدولية  كل منها يريد أن يهزم خصمه على أرضنا، لم تكن هذه الاختلافات المصطنعة رغبة في التناحر بين الأقطار العربية،  قدر ما هي ردة فعل جر إليها كل بلد عربي قسرا عنه في رؤية ضيقة للأحداث يري فيها مصلحة دولته الآنية الخاصة ليتحول لعداء متناسيا و متجاهل ماضي الأمة المشترك في الجوار واللغة والدين والتاريخ والعيش في رقعة أرض واحدة.
بعيداً عن التنظيم الأكثر من رائع والملاعب الخرافية التي تقام عليها البطولة والتي استلهم مصمموها التراث العربي  الإسلامي فظهرت الملاعب كبناء معماري أشبه بالأسطوري فبدت: تعبير عن جوهر وروح الأمة العربية وماضيها الذي أنتج الحضارة العربية الإسلامية في القرون الوسطي والتي استلهمها الغرب وانطلق منها في بداية العصر النهضة الأوروبي.
أما عن فعاليات البطولة التي هي في القمة خاصةً التصوير الممتع حتى بدون فعالية، التي ترجم لاعبوها هذه الروح فيما بينهم ، ف الرياضة شأنها شأن كل عمل فني يحمل قوته الناعمة بداخله في تيار تحتي يقوم يبث رسالة متسلل لوجدان المشاهد فهو أكثر تأثيراً من: الخطب ويأتي بنتيجة أفضل من المؤتمرات فجمعت الشعوب العربية الرياضة بعد أن حملة دلالاتها بقوة، أبدعت كل الفرق في كل ما هو مستطاع في فنون اللعبة، ومثال ذلك مباراة مصر والجزائر و أيضا المغرب مع الجزائر، كانتا ملحمتين في الأداء الراقي و الروح والأخلاق والتسامح والمتعة ، أما أداء كل مباريات الفريق القطري فحدث عنه ولا حرج ،فهو يتطور فنياً  في كل مباراة عن سابقتها، أتمنى أن تسود هذه الروح التي شاهدتها كل ميادين الحياة بين الدول العربية في السياسة والاقتصاد في شتى أمور الحياة  لأن غالبية ما نملكه جميعاً  من ماضي وتراث يجمع ولا يفرق ...شكراً لقطر فقد نسجت من خلال إقامة هذه الدورة خيوط من أجل ترقيع الثوب العربي التي مزقته أحداث جسام... كل المجد لأمتنا العربية من المحيط للخليج...







Share To: