"كل ما حدث لم يكن إلا هذيان، لا علاقة له بالواقع وعطبا مؤقتا وتعطلا للعقل"
- دوستويفيسكي
- المزدوج
المزدوج
قصة قصيرة
☆ غير أنك مقتنع بضرورة وجود سر خاص بك تحافظ عليه وتحاوطه إهتمامك، هل تستطيع التعايش مع الأسرار، والتي يمكن أن تكون مهددة لحياتك، وأقصد أن التهديد حرفي مقصود يترصد حياتك، سرك كما يبدو قاتل، هو من النوع الذي أحذرك منه، ......
* أنت لا تدرين يا ماتيلدا، أنا لست مقتنع بوجوب وجود السر، هو موجود رغم عني، تبين لي أني أستطيع أن أرعاه، قليل من حذري يحفظه، وقليل من إنتباهي يفضحة، له مسميات أبصرها على اللوحات الدعائية وأقرأها في فقرات الكتابة بالجرائد والكتب، هو ليس ذاك التي تنفردين به لياليكي الخصباء بين قمر وفراش، هو في عادم سيارتك ومرآاتها الأمامية عندما تبصرين فيها شخص مار يرتدي
ألوانه التي تألفيها ويغشاه عادم السيارة ويشرذم تفاصيله، أو في إضاءة عمود إنارة تظلين معلقة البصر في وهجة تتمتعين بعماكي المشرق والعتمة المصاحبة لعيناكي بعد تعبك من النظر، السر في هذه العتمة وهذا التشرذم، لأنه وببساطة مختلط بالحياة اليومية التي تطاردك، وعلى العكس من التصور ترين دوما سرك أمامك وحياتك خلفك ومهما إستدرتي وأخذتي تدورين حول نفسك ستلاحظين أن حياتك هي موطئ قدمك مركز إستدارتك، أما سرك فيكون محيط الدائرة التى صنعتيها، فهمتي،.......
☆ قد تكون صادق القول، لكني أجد الشاعرية في الأمر رغم تأكيدك بوصفك أن لا شاعرية فيه، هل سرك هذا من النوع العاطفي، والذي أجزت له كل تلك القوة التي تسلبك مقدرة أن تبادر بالتخلي عنه؟،.....
* أتقولين بأني ضعيف على أن أتركه، الأمر أبعد أن يحتسب بمبدأي القوة والضعف، أو الإستسلام والمقاومة أو حتي الإعتراف بسلطة من على من، هو أو أنا، ليس بسيطا أن أقنعك بفحوى ما يحدث، لأن حدوثه في ذاته يتجاوز الشرح، والشرح يتجاوز الفكرة، كأنك تصفين صباحا جميلا فتسيرين قليلا فيطرأ تفسير أجمل ثم تفسير يحمل العمق، ثم تفسير يطغى بسطوة، ثم تفسير يسلبك ببساطته، تقفين لتختاري بينهم بلا حيرة أؤكد لكي أن الحيرة بعيدة أن تكون قياسا، ثم يمر الصباح فتفكرين كم كان جميلا عميقا يسلبك بسطوة له، كأنك تجمعين الجمل في لعبة الكلمات أو تكونين الشكل في لعبة تكوين الأشكال، ربما لعبة هو الوصف الأقرب بإهانة، أو بإمتهان، سري في ممارسته يستطيع أن يكون حي كما أنه في حركته الغير منقطعة لا يشتت إنتباهك عن الحياة،.......
☆ أيهما محبب لك أكثر، طالما أنهم في مخيلتك متضادان رغم قربهم من بعض، حياتك وسرك؟،.......
* لا تستطيعي أن تكوني تساؤل عن هذا، وإن سعيتي لتكوني أقرب من السؤال الصحيح، وتقنعك إجابتي، فصيغي السؤال بهذه الطريقة، أيهم لديك له الأولوية؟؛
أنواع الأسرار كثيرة، رجل فاسد يجهر بالصلاح، شاب محب يجهر بالكره، طفل شقي تريه خجل مع الغرباء، أو سر بهيئة سري يحفو الحياة التي لي بشيء من الإعتراف، لا يمكنك الإصرار أن أحدهم يفسد الآخر هم متعايشان.
☆ أظن أن في الأمر نوع من الدهاء، لا أقول بأنك تضللني، بل مكرت بي قليلا، بدأنا الحديث على أنه إعتراف، ثم إقتحمت بعقلي زاوية إستشهاد بأمثلة ومقارنات، كل هذا كان مثاليا وحتى تعمدت تعقيد الفهم وإيهامي بالضياع، ما هو سرك بالنهاية، قل بوضوح،.......
* حقا تريدين أن تعرفي، حسنا، لا تنظري لأي شيء سوى عيني ركزي، ما الذي تريه؟،.....
☆ أرى نفسي، انا ماتيلدا هنا أمامي.
* حسنا كرري الأمر رجاء، مالذي تحسبين رؤيته مجددا؟،.....
☆ إنه أنا مرة أخرى، حتى الشمعة المضائة بيننا لا تظهر، أو ربما أنا أنتصف شعلتها في بؤبؤك، إنتظر لا ترمش، في كلتا العينان أراني، هل أنا سرك ، هل حاولت أن تقول لي أحبك بتلك الطريقة، حديث لا طائل منه وسر مكشوف لي وحياة لن تريد تغيرها، تبتسم الآن هل هكذا شعورك،
* إن قلت نعم أحسب بأني سأكون أكثر المخلوقات سعادة ولن أتحمل عبيء وجود سر آخر، لكن سرك في ليس بعبأ، وحقا لا أنا لا أحبك ، إنظري جيدا يا متيلدا كل ما أردته أن تجدي نفسك في عيني وفقط، نحن أصدقاء ولا يمكن أن يكون الحب مفردة تواجدنا معا، .....
☆ أحسب أني أتحدث لمجنون، تضع شروط مهينة لإعترافاتنا، ما الضر أن أكشف لك حبي ببساطة الكلمات، وأنت كشفت لي حبك بدرامية مهينه ومجحفة ورأس تعفن فيه الأفكار، أبديت تحملي لبغضك، وأنت لا تستطيع التنازل عن فكرة من أفكارك.
* الحب ياماتيلدا فكرة، سري فكرة وحياتي فكرة وأنتي فكرة، إن تنازلت عن أحد تلك الأفكار لن تتكون جملتي ولن يتشكل لي شكل أفهمه، كل ما أعنيه هذيان لا علاقة له بالواقع سوى عبر الأفكار، والأفكار لا تنسب إلا للعقل، وأنا لا أحبك بالقلب أبدا، أحبك بالعقل الذي إن أسقط أفكاره تعطل وعطب.
Post A Comment: