أتى علينا الزمان الذى من ينكر فيه على اللوطية؛ يكون فينا كأبى بكر وعمر .
حرب شعواء من أناس ينتسبون إلى الإسلام ينكرون تصريحات شاب لم تدنس فطرته ، مستمسك بما هو معلوم من الدين بالضرورة، يدعو للحفاظ على ما بقى من الإسلام بعد أن مزقه أهل الشهوات والشبهات تحت مسمى حقوق الإنسان والدعوة إلى الحريات الفكرية الكفرية ، وإلى الحرية فى ممارسة كل شئ واعتقاد أى شئ ؛ إلا حرية الاعتقاد الصحيح والتمسك بالعفة والطهارة ؛ حينئذ يكون المجتمع على قلب رجل واحد : أن أخرجوهم من قريتكم ؛ إنهم أناس يتطهرون .
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَفْنَى هَذِهِ الأُمَّةُ حَتَّى يَقُومَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَرْأَةِ فَيَفْتَرِشَهَا فِي الطَّرِيقِ ، فَيَكُونَ خِيَارُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ لَوْ وَارَيْتَهَا وَرَاءَ هَذَا الْحَائِطِ."
وقال ﷺ :
"لا تقوم الساعة حتّى يتسافدوا في الطريق تسافُدَ الحمير .
قلت: إنّ ذلك لكائن ؟ قال : نعم ليكوننّ"
والتسافد : التناكح .
🌴وفى في محاضرة للدكتور عبد الوهاب المسيري ...
سبق له أن تكلم عن تفكيك الرؤية الجنسية الغربية بشكل أكثر عمقا ...
إلا أنه اللافت للنظر في أمر الشذوذ أنه تطور الطبيعي للنموذج العلماني المادي ..
وأن كل ما تراه عن الجنس في الغرب ؛ ليس جنسا ، بل ينبغي البحث عن البعد المعرفي الذي يحرك هؤلاء ومن ذلك :
أن العلاقة السوية لها تكاليف نفسيةواجتماعية ، واللوطية هي بمثابة حالة هروب من المسؤولية عن طريق الانغماس في الملذات ، وهذه هي طريقة الإنسان البدائي للتغلب على مخاوفه ، وهي تعبير بين عن العدمية التي يحياها هؤلاء .
الجملة الأخيرة في رأي الأستاذ عبد الله الطحاوي هي الأهم .
فقد حكى المسيري عن أستاذ أمريكي ترك أطفاله وأسرته من أجل أن يلتحق بصديقه .
وقد تكرر هذا النموذج بدعوى أن الشذوذ أمر جيني لا دخل للإنسان في اختياره .
إن الهروب من المسؤوليات الأسرية والمجتمعية كان هو الركيزة الأساسية في انتشار هذا الأمر الكارثي .
الهروب من المسؤولية مشكلة أخلاقية للبحث عن ملذات بلا تكلفة خصوصا الإنجابية وما يلحقها من مسؤوليات .
ومن المعلوم أنه ليس كل واحد من أحفاد قوم لوط يحيا بهذه الطريقة التي حكا عنها الدكتور المسيري ؛ لكن مدخل اتباع الملذات بلا تبعات يعتبر أحد النماذج التفسيرية المهمة لتلك الظاهرة الكارثية .
وبعيدا عن الجدل الصاخب المفتعل حول هذه الظاهرة ، والتي يحاول أهلها شرعنة تلك الكارثة التي تناقض وتناهض الدين والخلق والفطرة ، فإن الواجب الآن أن ننصت للحوارات العقلانية والبرهانية والعلمية المحايدة عن كارثية تلك الظاهرة .
ولعل إثارة هذا الأمر بين الحين والآخر هو فرصة لاكتشاف كيف تفكر الحضارات والثقافات في الجنس بأنواعه ، ومحاولة لفهم كيفية مواجهة هذا النوع من الاختراق اللاديني واللا إنساني واللا أخلاقي .
بقي أن نقول للعلمانيين وأذنابهم :
إن موالاة أمر الله ورسوله ، ومعاداة من يدعو لاستباحة الفطرة من صلب ديننا .
قال تعالى :
"وَمَن یَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ" .
[المائدة ٥٦]
وهو شجاعة في موضعها ، وتقديم لخشية على خشية العباد ، ولرضا الله على مصالح فانية .
قال ربي :
"ٱلَّذِینَ یُبَلِّغُونَ رِسَـٰلَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَخۡشَوۡنَهُۥ وَلَا یَخۡشَوۡنَ أَحَدًا إِلَّا ٱللَّهَۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِیبࣰا". الأحزاب ٣٩
ومن فعل ذلك فما عليه من سبيل :
"وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعۡدَ ظُلۡمِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مَا عَلَیۡهِم مِّن سَبِیلٍ" الشورى ٤١
أما العلمانيون من حملة المباخر الذين يأكلون على كل الموائد لإرضاء أسيادهم ، فهم تجار مبادئ ، وتجار شعارات مخادعة ، يزعمون أنهم ليسوا ضد الدين ، وأن مهمتهم القضاء على المتاجرين به ، ثم نكتشف أنهم كالسوس الذي ينخر في الأساس ليهدم أصول الدين ، ويقوض أركانه لصالح أسيادهم شرقا وغربا .
وإلا فكيف نفسر سكوتهم عن تلك الحرب على الفطرة ؟
وكيف نفسر مؤازرتهم لأحفاد قوم لوط بدعوى حرية الجسد ، احترام ميول الآخرين .
وأختم بنصيحة للمسلمين :
سواء كنتَ شيخاً ، أو داعيةً ، أو مهندساً ، أو طبيباً ،أو حتى لاعب كرة قدم ، أنت في بداية الأمرِ ونهايته ؛ لا تنفك عن كونك مسلما ، تأمرك نفسكَ السوية التي صقلها الإسلام بأن تدعم كل ما فيه خير وأن تنهى عن كل ما هو شر حتى وإن كان هذا لا يعجب العالم بأسره ، لأن القضية عندنا هي : إرضاء الله لا البشر .
وتزداد المسؤولية عليك تجاه نصرة دينك إذا كنت مشهورا بين الناس ، ولك كلمة مسموعة ومحترمة في أوساط عموم الخلق ..
ولعل هذا يفسر لك الباعث الحقيقي وراء ما قاله اللاعب المسلم محمد أبو تريكة ، الذي حاول لفت أنظار الشباب لخطورة اختراق مناعتهم العقدية والفكرية ، لكن الاختراق المعاصر من نوع جديد ، وذلك عن طريق تزيين النسوية ، واللوطية ، والعلمانية ، والإباحية والتي يحاول النظام الصهيوأمريكي فرضها وشرعنتها في بلادنا ، وتجريم الاعتراض عليها .
ولأخي محمد أبو تريكة رجل المواقف ، أذكرك بقول الله :
." وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ".
اللهم إن أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
والله أسأل أن يعيننا على نصرة ديننا ، والثبات على أصولنا ..آمين
Post A Comment: