السلام عليكم ، 
بيد أن المرأة هي العماد الذي يتكئ عليه كل أفراد المجتمع في أغلب الأمور إلا أنها أكثر مِمَّن يتم اضطهادهم في أي مرحلة من مراحل عمرها ، فدوماً ما يضع المجتمع القيود و الأغلال والمعرقلات التي قد تعطل مسيرة حياتها عن عمد رغبةً في منع نجاحها أو وصولها لأي مناصب كانت ، وخاصة بعد مرحلة النضج و التخرج و خلافه فهو يعوق فكرة العمل رغم أنه غير مُحرَّم نهائياً ، فلقد وُضِعَت بعض الحدود التي تجيز لها حق ممارسته كما تشاء إنْ كانت بحاجة إليه للإنفاق أو خلافه من الأمور المادية التي يحتاج إليها كل فرد لا محالة خاصة إنْ لم يكن يملك مَنْ ينفق عليه في فترة معينة من فترات حياته لأي سبب كان ، فتلك الحدود التي تفرضها المرأة عمَّن تتعامل معهم هي ما تبني أعمدة الاحترام بينها و بين أي من زملائها بحيث يعرف كل منهم حدوده التي لا يجب تخطيها أو تجاوزها البتة ، كما يُحتَّم عليها ارتداء الملابس الفضفاضة التي لا تصف أو تشف جسدها أو تجعلها مطمعاً لأي شخص غير سوي الأخلاق يُحرِّضه سلوكه علي القيام بأمور خاطئة و التهجم علي النساء في المجئ والذهاب دون سبب جلي ، كذلك يجب أن تتحدث المرأة مع زملائها الرجال في نطاق محدود أو عند الضرورة القصوي التي تبيحها متطلبات العمل أما بغير ذلك فلتلتزم بعملها غير مُحاوِلة جذب أطراف الحديث مع الجميع بداعٍ و بدون داعي لأن هذا من مسببات مهاجمة المجتمع وعنفه ضد عمل المرأة بل وتحريمه من باب اكتفاء وصد أضراره ، فلكل أمر فوائد وأضرار ، فالقضية ترجع في النهاية لتصرفات بعض النساء الغير مسئولة والتي قد تتعدي الحد المسموح به في التعامل فيعمم المجتمع تلك المسائل علي الجميع محاولين إخبارهم بأن عمل المرأة أمر محرم مع أنه لا يوجد أي نص قرآني أو دليل واحد يؤكد تلك الأقوال الشائعة المترددة بين أفواه الجميع و الفتاوي المنتشرة في جميع أرجاء البلاد مِمَّن يملك العلم في مثل تلك القضايا ومِمَّن يجهله ، فلقد صار المجتمع بحاجة لذلك العمل في الآونة الأخيرة نظراً لضعف الأجور الممنوحة للجميع فلا تكفي أي منها لبناء أسرة فلهذا قد تضطر بعض النساء له ، فالحاجة هي ما تبرر ذلك العمل و تُثْبِت عدم تحريمه مطلقاً أما بغير ذلك فهو مضيعة للوقت و الجهد علي حد سواء ، فلا داعي لترويج الشائعات التي لا جدوي منها سوي البلبلة و إثارة الفوضي و لندع الجميع يعيش بالطريقة التي توفر له حياة كريمة سوية بغض النظر عن تصرفات البعض الغير لائقة بانتمائهم لديننا والتي قد تدفعنا لتخريب حياة الآخرين ، فكل منا مسئول عن تصرفاته وسوف يُحاسَب عليها فلنُخْرِج أنفسنا من تلك الدائرة فلا علينا سوي النصح و التوجيه وإنْ لم نجد الاستجابة المطلوبة فلنبتعد علي الفور غير مورطين أنفسنا مركزين في إنجاز أي أمر من أمور حياتنا التي تجعلها أكثر إشراقاً و تقدماً من ذي قَبْل ، فلم نأت لتقييم و تقويم حياة الآخرين فلنفعل ما تُمْلِيه علينا ضمائرنا دون النظر لعثرات و أخطاء الآخرين فلكل منا ذنوبه التي لا تُعَد ولا تحصي فالأهم هو عدم المجاهرة بها ومحاولة التخلص منها في أقرب وقت ممكن أو تقليصها قبل أن تتراكم و تصبح كجبل شاهق الارتفاع يصعب هدمه أو النزول عنه ...






Share To: